يقع مسجد قبة الصخرة في دولة. الإجابه الصحيحة هي : فلسطين.
قبة الصخرة: تحفة معمارية في قلب المدينة المقدسة
تعد قبة الصخرة أحد أروع وأهم المعالم الدينية والتاريخية في العالم الإسلامي. وهي تقع في مدينة القدس، أحد أقدس المدن في الديانات السماوية الثلاث، وتعتبر من أهم رموز الحضارة الإسلامية ومثالاً رائعًا على العمارة الإسلامية في العصر الأموي.
تاريخ قبة الصخرة
بناء القبة: بدأ بناء قبة الصخرة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 691 ميلادي واكتمل عام 692 ميلادي. وكان الهدف من بنائها إقامة معلم ديني إسلامي يضاهي الكنائس الكبرى في القدس ويؤكد على أهمية الإسلام في المدينة.
التجديدات والإضافات: تعرضت قبة الصخرة على مر القرون للعديد من التجديدات والإضافات، حيث أضاف الخليفة العباسي المنصور بلاطًا رخاميًا حول القبة في القرن الثامن الميلادي، وأضاف حاكم القدس الصليبي بالدوين الثاني صحنًا خارجيًا في القرن الثاني عشر الميلادي.
الترميم الأخير: شهدت قبة الصخرة في السنوات الأخيرة عملية ترميم شاملة استمرت لمدة عشر سنوات وانتهت عام 2017، وأعادت هذه العملية القبة إلى رونقها الأصلي وكشفت عن الكثير من زخارفها وتفاصيلها المعمارية.
الوصف المعماري
القبة: تعد القبة الذهبية المميزة لقبة الصخرة أبرز معالمها. وهي مغطاة بملايين بلاط الذهب عيار 24 قيراطًا وقطرها 20 مترًا ويبلغ ارتفاعها 30 مترًا.
الصحن الداخلي: تتميز قبة الصخرة بصحن دائري داخلي يحيط بالصخرة المقدسة، ويحمل سقف الصحن ثمانية عشر عمودًا منحوتًا بشكل متقن ويحيط به رواق مقبب.
الصحن الخارجي: يحيط بالقبة صحن خارجي مسور بجدران عالية، ويتم الوصول إليه من خلال أربعة أبواب. ويحتوي الصحن على العديد من النوافذ التي تسمح بدخول الضوء الطبيعي.
الصخرة المقدسة
أهمية الصخرة: تعد الصخرة المقدسة الموجودة في مركز قبة الصخرة أهم عنصر معماري وديني في المسجد. ويعتقد المسلمون أنها المكان الذي عرج فيه النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى السماء.
الحجر الأساسي: يعتقد أيضا أن الصخرة هي الحجر الأساسي الذي خلقت منه الأرض، وأنها ستكون نقطة انطلاق الناس يوم القيامة.
الرموز الدينية: تحمل الصخرة نقوشًا ورموزًا دينية من مختلف العصور، بما في ذلك نقوش عربية وكتابات لاتينية.
الزخارف الفنية
الفسيفساء: تتميز قبة الصخرة بزخارف فسيفسائية رائعة تغطي الجدران والقباب. وتصور هذه الفسيفساءات أنماطًا هندسية ونباتية وحيوانية، بالإضافة إلى آيات قرآنية.
الخزف: استخدم الخزف الأزرق والأخضر بكثرة في زخرفة قبة الصخرة، حيث نجد قراميد خزفية تزين الجدران والسقوف.
الزخارف المعدنية: تشمل الزخارف المعدنية في قبة الصخرة المصابيح والشمعدانات المنحوتة من البرونز والنحاس، بالإضافة إلى الأبواب المزخرفة المغطاة بالفضة.
الأهمية الدينية
المسجد الثالث: يعتبر المسلمون قبة الصخرة ثالث أقدس مسجد لهم بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
رحلة الإسراء والمعراج: يعتقد المسلمون أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عرج إلى السماء من الصخرة المقدسة في رحلة الإسراء والمعراج.
مكان الصلاة: تعد قبة الصخرة مكانًا مقدسًا للصلاة بالنسبة للمسلمين، ويؤدون صلواتهم السنوية في المسجد الأقصى المجاور.
الأهمية التاريخية
معلم تاريخي: تشهد قبة الصخرة على عظمة الحضارة الإسلامية في العصر الأموي. وهي واحدة من أقدم وأفضل الأمثلة على العمارة الإسلامية.
صراع الحضارات: كانت قبة الصخرة على مر التاريخ موضوعًا للصراع بين الإمبراطوريات والديانات المختلفة، حيث سيطر عليها الصليبيون والعثمانيون والبريطانيون على مر القرون.
رمز للهوية: أصبحت قبة الصخرة رمزًا للهوية الفلسطينية والإسلامية، وهي موضوع مهم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
الاختلاف حول ملكية قبة الصخرة
الادعاء الإسرائيلي: تدعي إسرائيل أن قبة الصخرة تقع في أراضيها وأن لها الحق في السيطرة عليها.
الادعاء الفلسطيني: يرى الفلسطينيون أن قبة الصخرة جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة ويجب أن تكون تحت سيطرتهم.
الوضع الراهن: تدير الأردن حاليًا قبة الصخرة بإشراف إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، لكن ملكية المسجد لا تزال محل نزاع بين إسرائيل وفلسطين.
تعد قبة الصخرة تحفة معمارية فريدة من نوعها تتميز بأهميتها الدينية والتاريخية. فهي شاهد على عظمة الحضارة الإسلامية، ويعد رمزًا مقدسًا للمسلمين حول العالم. كما أن الصراع حول ملكية قبة الصخرة يبرز التوترات المستمرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.