( الوصية عقد لازم وأما الوقف عقد جائز صح أم خطأ )

( الوصية عقد لازم وأما الوقف عقد جائز صح أم خطأ )

مقدمة

العقود هي اتفاقات ملزمة بين طرفين أو أكثر، بينما الوقف هو نوع من الهبة التي لا يمكن الرجوع فيها. والفرق الرئيسي بين العقد اللازم والعقد الجائز هو أن العقد اللازم لا يمكن إلغاؤه إلا بموافقة الطرفين، بينما يمكن إلغاء العقد الجائز من قبل أي من الطرفين دون موافقة الطرف الآخر.

الوصية عقد لازم

الوصية هي تصرف قانوني يصدر عن شخص يسمى الموصي، وينقل بموجبه جزءًا من تركته إلى شخص أو أشخاص آخرين بعد وفاته. تعتبر الوصية عقدًا لازمًا، أي أنه لا يمكن إلغاؤها إلا بموافقة الموصي والموصى له.

وذلك لعدة أسباب، أهمها:

• أن الوصية تعتبر هبة من الموصي إلى الموصى له، والهبة عقد لازم بموجب أحكام الشريعة الإسلامية.
• أن الوصية قد يكون فيها وصية للغير، أي أن الموصي يوصي بشيء لشخص لا يعرفه أو لم يولد بعد، وفي هذه الحالة لا يجوز إلغاء الوصية.
• أن الوصية قد تكون مشروطة بحدوث أمر ما، وفي هذه الحالة لا يتم إلغاؤها إلا إذا تحقق الشرط.

الوقف عقد جائز

الوقف هو حبس الأصل وتسبيل الثمرة، ويعتبر عقدًا جائزًا، أي أنه يمكن إلغاؤه من قبل الواقف في أي وقت دون الحاجة إلى موافقة المستفيدين من الوقف.

وذلك لعدة أسباب، أهمها:

• أن الوقف ليس هبة كاملة، بل هو حبس للأصل وتسبيل للثمرة، ولا يجوز الهبة إلا بشرط عدم الرجوع.
• أن الواقف هو المالك الحقيقي للوقف، ويمكنه التصرف فيه كما يشاء، بما في ذلك إلغاؤه.
• أن المستفيدين من الوقف ليس لهم حق ملكية في الأصل، بل حق منفعة في الثمرة فقط، ولا يمنعهم ذلك من المطالبة بإلغاء الوقف.

الاختلافات الرئيسية بين الوصية والوقف

هناك العديد من الاختلافات الرئيسية بين الوصية والوقف، من أهمها:

• الوصية عقد لازم لا يمكن إلغاؤه إلا بموافقة الموصي والموصى له، بينما الوقف عقد جائز يمكن إلغاؤه من قبل الواقف في أي وقت دون الحاجة إلى موافقة المستفيدين من الوقف.
• الوصية نوع من الهبة، بينما الوقف حبس للأصل وتسبيل للثمرة.
• الوصية تصبح نافذة المفعول بعد وفاة الموصي، بينما الوقف يصبح نافذ المفعول منذ إنشائه.
• الموصى له في الوصية يملك حق الملكية في التركة الموصى بها، بينما المستفيدون من الوقف ليس لهم حق ملكية في الأصل، بل حق منفعة في الثمرة فقط.
• الوصية يجب أن تكون مكتوبة وموثقة، بينما الوقف يمكن أن يكون شفهيًا أو كتابيًا.

أوجه التشابه بين الوصية والوقف

على الرغم من الاختلافات الكثيرة بين الوصية والوقف، إلا أنهما يشتركان في بعض أوجه التشابه، من أهمها:

• كلاهما تصرف قانوني يصدر عن شخص يسمى الواقف أو الموصي.
• كلاهما ينقل ملكية شيء ما من الواقف أو الموصي إلى شخص أو أشخاص آخرين.
• كلاهما يجب أن يتم بإرادة حرة واختيارية من الواقف أو الموصي.
• كلاهما يخضع لأحكام الشريعة الإسلامية.

متى يجوز إلغاء الوصية؟

على الرغم من أن الوصية عقد لازم، إلا أنه يجوز إلغاؤها في بعض الحالات، أهمها:

• إذا كان الموصي غير كامل الأهلية عند كتابة الوصية.
• إذا كان الموصى له غير موجود أو غير معروف عند كتابة الوصية.
• إذا كان الموصى به غير محدد أو غير معلوم عند كتابة الوصية.
• إذا كان الموصى به محرمًا أو باطلًا.
• إذا تغيرت الظروف التي أدت إلى كتابة الوصية.

متى يجوز إلغاء الوقف؟

كما ذكرنا سابقًا، الوقف عقد جائز يمكن إلغاؤه من قبل الواقف في أي وقت ودون الحاجة إلى موافقة المستفيدين من الوقف.

ومع ذلك، هناك بعض القيود على إلغاء الوقف، أهمها:

• إذا كان الوقف وقفًا عامًا، أي أنه وقف على جهة عامة مثل المساجد أو المدارس أو المستشفيات، فلا يجوز للواقف إلغاؤه.
• إذا كان الوقف وقفًا خاصًا، أي أنه وقف على جهة خاصة مثل الأولاد أو الأحفاد، فلا يجوز للواقف إلغاؤه إلا بموافقة المستفيدين من الوقف.
• إذا كان الوقف مشروطًا بحدوث أمر ما، فلا يجوز للواقف إلغاؤه إلا بعد تحقق الشرط.

الخاتمة

الوصية والوقف هما نوعان من التصرفات القانونية التي تنظم كيفية نقل الملكية بعد وفاة الشخص. الوصية عقد لازم لا يمكن إلغاؤه إلا بموافقة الموصي والموصى له، بينما الوقف عقد جائز يمكن إلغاؤه من قبل الواقف في أي وقت دون الحاجة إلى موافقة المستفيدين من الوقف. ومن المهم معرفة الاختلافات والتشابهات بين الوصية والوقف حتى نتمكن من استخدامها بشكل صحيح ووفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.