( فليعبدو رب هذا البيت الفعل يعبدوا )
فليعبدو رب هذا البيت
مقدمة
يظهر لنا القرآن الكريم عظمة البيت الحرام في أكثر من موضع، فقد مدحه الله تعالى؛ لأنه مركز العبادة، ومهوى أفئدة المسلمين، ومقصد الحجاج والمعتمرين، حيث أمر الله تعالى عباده أن يعبدوه وحده في هذا البيت العتيق، فقال: فليعبدوا رب هذا البيت [سورة قريش: 3].
تعريف العبادة
إن العبادة في اللغة تعني: التذلل والخضوع، وتشمل جميع الأعمال والأقوال والاعتقادات التي يحبها الله تعالى ويرضاها من عباده، وهي من أشرف العبادات التي يتقرب بها العباد إلى خالقهم؛ لأنها غاية خلق الإنسان في الدنيا، كما قال الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [سورة الذاريات: 56].
فضل العبادة في البيت الحرام
للعبادة في البيت الحرام فضل عظيم وثواب جزيل، فقد جعل الله له حرمة خاصة ومكانة عظيمة، ومن فضائل العبادة فيه:
مضاعفة الحسنات: حيث إن الحسنة الواحدة فيه تعدل مئة ألف حسنة فيما سواه من المساجد.
استجابة الدعاء: حيث يستجاب الدعاء في هذا المكان المبارك أكثر من غيره.
غفران الذنوب: حيث يغفر الله تعالى للمصلين والمعتمرين والحجاج ذنوبهم.
الشعور بالخشوع والسكينة: حيث يعم جو الروحانية والتقوى أرجاء البيت الحرام.
أركان العبادة في البيت الحرام
تتعدد أركان العبادة في البيت الحرام، ومن أهمها:
الصلاة: وهي الركن الأعظم في الحج والعمرة، وتعد من أفسد أركانهما.
الطواف: وهو الدوران حول الكعبة المشرفة، وهو من أركان الحج والعمرة.
السعي: وهو المشي بين الصفا والمروة، وهو ركن من أركان الحج.
الوقوف بعرفة: وهو الركن الأعظم في الحج، ويسمى الوقفة الكبرى.
رمي الجمرات: وهو رمي حجارة على أعمدة معينة، وهو من مناسك الحج.
آداب العبادة في البيت الحرام
هناك آداب يجب مراعاتها عند العبادة في البيت الحرام، ومن أبرزها:
الطهارة الجسدية والوضوء قبل دخول المسجد.
الستر والحشمة في الملبس.
الخشوع والتأدب في الصلاة والطواف.
تجنب اللغو والحديث في غير ذكر الله.
احترام حرمة المسجد وعدم إلقاء القاذورات فيه.
بركة العبادة في البيت الحرام
إن العبادة في البيت الحرام تجلب الخير والبركة للإنسان، فهي:
تزيد العبد إيمانا وتقوى.
تنقي القلب من الذنوب والآثام.
تجعل العبد خليفة لله في عمارة الأرض.
تسبب السعادة والطمأنينة في القلب.
ترفع الدرجات في الآخرة.
خاتمة
يجب على المسلمين أن يغتنموا فرصة العبادة في البيت الحرام، وأن يحرصوا على أداء مناسك الحج والعمرة؛ لأنها فرصة عظيمة للتزود من الحسنات والتكفير عن الذنوب، والتقرب إلى الله تعالى بالإيمان والتقوى والإحسان.