(ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) سبب النزول وتفسير الاية
ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون
أقسم الله تعالى على انتقامه من الظالمين فقال: ﴿ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون﴾، والآية مكية نزلت بمكة قبل الهجرة وسبب نزولها أن المشركين كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم ويضطهدونه ومن معه من المؤمنين وكانوا يقولون له إن إلهك قد غفل عنك وعن عبادته وإلا ما تركك لهؤلاء الظالمين يفعلون بك ما يفعلون.
سبب النزول
أورد المفسرون في سبب نزول الآية روايات عدة منها:
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت الآية في أبي جهل وأبي لهب حين آذيا النبي صلى الله عليه وسلم.
- وعن مجاهد قال: نزلت الآية في المشركين الذين كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون له: أين ربك إن كان حقًا؟
- وعن السدي قال: نزلت الآية في قريش لأنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ما نرى إلهك ينصرك.
تفسير الآية
الآية تتضمن نفيًا وتأكيدًا ففيها النفي عن الله تعالى للسهو أو الغفلة عن أعمال الظالمين والغفلة هي عدم العلم أو عدم الاهتمام، والمعنى أن الله تعالى عالم بكل ما يعمل الظالمون من الظلم والباطل وهو مطلع عليه، كما أن قوله تعالى ﴿ولا تحسبن الله غافلاً﴾ هو نفي لما اعتقده المشركون من أن الله تعالى غافل عنهم وعن أعمالهم وهذا النفي يؤكد علم الله تعالى بكل شيء وأنه لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد الظالمة.
فضل معرفة الله تعالى وعظمته
ينبغي للمسلم أن يعلم أن الله تعالى عليم بكل شيء وأنه لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد وأن الله تعالى غالب على أمره وأنه سيعاقب الظالمين على ظلمهم، ومن ثم ينبغي للمسلم أن يحذر من الظلم وأن يتقي الله تعالى في السر والعلن، كما ينبغي للمسلم أن يعلم أن الله تعالى يرى كل شيء وأنه يعلم ما في قلوب العباد ومن ثم ينبغي للمسلم أن يحسن ظنه بالله تعالى وأن يرضى بقضائه وقدره ويستعين به على طاعته وعلى اجتناب معصيته.
آثار الظلم في الدنيا والآخرة
الظلم محرم شرعًا وهو من كبائر الذنوب، والظلم له آثار وخيمة في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فيسبب الظلم الخصومات والنزاعات وفساد المجتمع كما أنه يؤدي إلى زوال النعم وحرمان العباد من الخير، وأما في الآخرة فإن الظالمين سيعاقبون على ظلمهم وسيجزون بعملهم.
كيفية التوبة من الظلم
إذا ظلم المسلم أخاه المسلم فعليه بالتوبة إلى الله تعالى، والتوبة من الظلم تكون بإرجاع الحقوق إلى أهلها والتكفير عن الظلم بالحسنة والاعتذار إلى المظلوم، كما ينبغي للمسلم أن يستغفر الله تعالى وأن يكثر من الدعاء والصدقة وأن يقوم الليل ويصوم النهار وأن يكثر من ذكر الله تعالى.
القصص القرآني عن الظالمين
ورد في القرآن الكريم قصص كثيرة عن الظالمين وعاقبتهم السيئة، ومن هذه القصص قصة فرعون وقومه الذين ظلموا بني إسرائيل وقتلوا أبناءهم واستعبدوا نساءهم، وقصة قارون الذي بخل بماله وفسق وظلم فأهلكه الله تعالى هو وقومه، وقصة نمرود الذي ادعى الألوهية وظلم الناس فسلط الله تعالى عليه البعوض حتى مات.
ختامًا
يجب على المسلم أن يتجنب الظلم وأن يحذر من عواقبه، وأن يتوب إلى الله تعالى إذا ظلم أخاه المسلم، وأن يكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار والدعاء، والله تعالى أعلم.