( يمكن مشاهدة التلفاز اثناء المذاكرة صح أم خطأ )
هل يمكن مشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة؟
مقدمة
يمثل المذاكرة أحد أهم العوامل الأساسية للنجاح الدراسي، حيث يتطلب التركيز والاستيعاب الكاملين، مما يثير تساؤلاً شائعًا بين الطلاب حول إمكانية مشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة. فهل يمكن الجمع بين الأمرين أم أن ذلك له آثار سلبية على العملية الدراسية؟
التشتت الذهني
يُعد التشتت الذهني أحد العوائق الرئيسية لمشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة، حيث يتطلب كلٌ منهما تركيزًا مختلفًا. فبينما تتطلب المذاكرة التركيز الكامل في قراءة المواد الدراسية واستيعابها، فإن مشاهدة التلفاز تتطلب تركيزًا انتقائيًا على الصور والأصوات والحوارات.
يؤدي هذا التشتت إلى صعوبة الحفاظ على مسار فكري واحد، مما يقلل من فعالية المذاكرة. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي مشاهدة التلفاز إلى تشتيت الانتباه عن طريق جذب العينين والآذان، مما يؤدي إلى صعوبة التركيز على المواد الدراسية.
ومن الجدير بالذكر أن تأثير التشتت الذهني قد يختلف باختلاف نوع المذاكرة. ففي حين أن المواد الدراسية التي تتطلب حفظًا وحفظًا، مثل المفردات والقواعد، قد تتأثر بالتشتت بشكل أكبر، إلا أن المواد الدراسية التي تتطلب فهمًا واستيعابًا أعمق، مثل المفاهيم العلمية والتحليل الأدبي، قد تتأثر بشكل أقل.
استهلاك الوقت
يُمثل استهلاك الوقت أحد العوامل الأخرى التي يجب مراعاتها عند مشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة. فعادةً ما تكون فترات المذاكرة محدودة، ويجب استغلالها بشكل فعال. وعند مشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة، يتم تقسيم الوقت بين هاتين المهمتين، مما يقلل من الوقت المخصص للمذاكرة.
وإضافةً إلى ذلك، قد يؤدي مشاهدة التلفاز إلى الإلهاء والانشغال، مما يؤدي إلى إطالة أوقات المذاكرة وإضاعة الوقت الثمين. وبالتالي، فإن الجمع بين المذاكرة ومشاهدة التلفاز يمكن أن يؤثر سلبًا على الجدول الزمني للدراسة.
ومن المهم ملاحظة أن تأثير استهلاك الوقت قد يختلف باختلاف عادات الدراسة لدى الفرد. فبعض الطلاب قادرون على المذاكرة بشكل أكثر فعالية لفترات أقصر من الوقت، بينما يحتاج آخرون إلى فترات أطول من الوقت للتركيز والاستيعاب.
ضعف الاستيعاب
يمكن أن يؤثر مشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة أيضًا على جودة الاستيعاب. فعندما يتم مشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة، ينقسم الاهتمام بين المعلومات المرئية والصوتية من التلفاز والمواد الدراسية، مما يقلل من قدرة الدماغ على معالجة المعلومات واستيعابها.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي مشاهدة التلفاز إلى تقليل نشاط الذاكرة العاملة، والتي هي المسؤولة عن تخزين المعلومات الجديدة واسترجاعها. وبالتالي، يمكن أن يؤثر مشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة على قدرة الطلاب على تذكر واسترجاع المعلومات التي درسوها.
وقد يختلف تأثير ضعف الاستيعاب باختلاف نوع المذاكرة. فالمواد الدراسية التي تتطلب حفظًا واستظهارًا قد تتأثر بشكل أكبر، بينما قد تتأثر المواد الدراسية التي تتطلب فهمًا وتطبيقًا بشكل أقل.
التوتر والقلق
يمكن أن يساهم مشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة في زيادة مستويات التوتر والقلق. فعند محاولة القيام بمهمتين في وقت واحد، قد يشعر الطلاب بالإرهاق والتوتر، مما يؤثر على قدرتهم على التركيز والمذاكرة بشكل فعال.
وإضافةً إلى ذلك، فإن المحتوى الذي يتم عرضه على التلفاز، مثل الأفلام والبرامج الإخبارية، يمكن أن يكون مثيرًا أو محبطًا، مما يؤدي إلى اضطراب عاطفي وزيادة مستويات التوتر والقلق. ومن شأن ذلك أن يجعل من الصعب على الطلاب البقاء في حالة تركيز وهدوء أثناء المذاكرة.
وقد يختلف تأثير التوتر والقلق باختلاف السمات الشخصية للفرد. فبعض الطلاب قادرون على التكيف مع التوتر بشكل أفضل من غيرهم، بينما قد يواجه آخرون صعوبة أكبر في إدارة مستويات التوتر.
أضرار صحية
بالإضافة إلى الآثار السلبية على العملية الدراسية، يمكن أن يشكل مشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة أضرارًا صحية أيضًا. فعندما يتم مشاهدة التلفاز لفترات طويلة من الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إجهاد العينين والصداع وتوتر الرقبة.
وإضافةً إلى ذلك، يمكن أن تؤثر الأضواء الساطعة المنبعثة من التلفاز على إيقاعات الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤدي إلى اضطرابات النوم وصعوبة التركيز أثناء النهار. ومن شأن ذلك أن يؤثر سلبًا على الأداء الدراسي العام للطلاب.
وقد يختلف تأثير الأضرار الصحية باختلاف عادات المشاهدة. فمشاهدة التلفاز لفترات قصيرة من الوقت قد لا يكون لها آثار ضارة كبيرة، بينما قد تؤثر المشاهدة لفترات طويلة من الوقت بشكل ملحوظ على صحة الطلاب.
بدائل لمشاهدة التلفاز
إذا كانت مشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة لها آثار سلبية عديدة، فما البدائل المتاحة للطلاب؟ فيما يلي بعض البدائل التي يمكن أن تساعد الطلاب على البقاء في حالة تركيز وتحفيز أثناء المذاكرة:
- الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو الموسيقى الكلاسيكية التي يمكن أن تساعد على الاسترخاء وتعزيز التركيز.
- ممارسة تمارين التأمل أو اليقظة الذهنية التي يمكن أن تساعد على تهدئة العقل وزيادة الوعي اللحظي.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة أو المشي لمسافات قصيرة التي يمكن أن تساعد على تنشيط الجسم والدماغ وتحسين التركيز.
- تناول وجبات خفيفة صحية مثل الفواكه والخضروات والمكسرات التي يمكن أن تزود الجسم بالطاقة وتحسين الوظيفة الإدراكية.
- استخدام تطبيقات المذاكرة أو ألعاب التعلم التي يمكن أن تجعل المذاكرة أكثر تفاعلية وممتعة.
الخلاصة
ومن خلال استعراض الأدلة المذكورة أعلاه، يتضح أن مشاهدة التلفاز أثناء المذاكرة لها آثار سلبية متعددة على العملية الدراسية للطلاب، بما في ذلك التشتت الذهني واستهلاك الوقت وضعف الاستيعاب والتوت