(یا مستعجلا تمهل) (اتق الله يا رجل) تتضمن الجملتان السابقتان على الترتيب منادی
یا مستعجلا تمهل .. اتق الله يا رجل
الحياة رحلة طويلة وشاقة مليئة بالصعوبات والتحديات، وكثير من الناس يريدون الوصول إلى أهدافهم بسرعة دون انتظار، ولكن هذا الاستعجال يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية. ومن هنا جاء المثل القائل “يا مستعجلًا تمهل، واتق الله يا رجل”، والذي يحثنا على الصبر والروية في جميع أمور حياتنا.
الصبر مفتاح النجاح
الصبر هو أحد أهم الفضائل التي يمكن أن نمتلكها، فهو يساعدنا على التغلب على الصعوبات وتحقيق أهدافنا. فالمستعجلون غالبًا ما يتخذون قرارات متسرعة تؤدي بهم إلى الفشل، بينما الصبورون يأخذون الوقت الكافي للتفكير في خياراتهم ويتخذون القرارات الصحيحة.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من صبر ظفر”، وهذا يعني أن الصبر هو طريق النجاح. فإذا كنت تريد تحقيق أهدافك، فعليك أن تكون صبورًا وأن لا تستعجل الأمور، فالتسرع يؤدي إلى الندم.
قصة سيدنا يوسف عليه السلام خير مثال على فضل الصبر، فقد صبر على السجن والاضطهاد حتى تحقق له ما أراد وأصبح عزيز مصر.
العجلة من الشيطان
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “العجلة من الشيطان، والروية من الله”، وهذا يعني أن الاستعجال والتسرع من صفات الشيطان، بينما الروية والتأني من صفات الله تعالى.
فالشيطان يريد أن يوقعنا في الخطأ ويجعلنا نفشل، لذلك يحثنا على الاستعجال وعدم التفكير في عواقب أفعالنا. أما الله تعالى فهو يريد لنا الخير ويريدنا أن ننجح، لذلك يحثنا على الروية والتفكير.
إذا كنت تشعر بالاستعجال، فتذكر أن الشيطان يحاول أن يوقعك في شركه، وأن الله تعالى ينهاك عن الاستعجال ويأمرك بالروية والتفكير.
اتق الله يا رجل
من أهم ما ينبغي أن نتقيه في حياتنا هو الله تعالى، وهو الذي أمرنا بالصبر ونَهَانا عن الاستعجال. فتقوى الله تعني أن نخاف الله تعالى أن نعصيه وأن نطيعه ونلتزم بأوامره ونواهيه.
فإذا كنت تخشى الله تعالى، فلن تستعجل الأمور، لأنك تعلم أن الله تعالى هو الذي بيده الأمر كله، وأن كل شيء بقدره وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
إذا كنت تتقي الله تعالى، فستكون صبورًا وتتحمل الصعوبات، لأنك تعلم أن الله تعالى يمتحن عباده بالصبر حتى يرى من منهم يصبر ومن منهم يستعجل.
الخلاصة
يا مستعجلًا تمهل .. اتق الله يا رجل، فالصبر مفتاح النجاح والعجلة من الشيطان. فإذا كنت تريد أن تنجح في حياتك، فعليك أن تكون صبورًا وأن تتحمل الصعوبات وأن تلتزم بأوامر الله تعالى ونواهيه. فالله تعالى هو الذي بيده الأمر كله وهو الذي يوفقنا للصواب.