(وَمَنْ أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كذب بالحق لما جاءه اليس في جهنم مثوى للكفرين) تدل الآية على نوع من أنواع الكفر الأكبر وهو
وَمَنْ أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كذب بالحق لما جاءه اليس في جهنم مثوى للكفرين
قال تعالى في سورة الأنعام: وَمَنْ أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كذب بالحق لما جاءه اليس في جهنم مثوى للكفرين
هذه الآية الكريمة تدل على نوع من أنواع الكفر الأكبر وهو:
الكفر بالتكذيب
يُعرّف الكفر بالتكذيب بأنه جحود الرسول وما جاء به من عند الله، مع العلم بصدق الرسول وما جاء به، واستنادًا إلى الآية الكريمة، فإن هذا النوع من الكفر يقع في صورتين:
الأولى: الافتراء على الله كذبًا
وهو أن يدعي المرء على الله ما لم يقله، أو ينسب إليه ما لم يفعله، أو يحرف كلامه ويغير معناه.
وهذا النوع من الكفر يُعد من أكبر الكبائر، لأنه يمس ذات الله تعالى وصفاته، وينطوي على الإشراك به.
الثانية: تكذيب الحق لما جاءه
وهو أن يكذب المرء بما جاء به الرسول، مع علمه بصدق الرسول، ويعاند الحق ويجحده.
وهذا النوع من الكفر يُعد من الكفر الأكبر أيضًا، لأنه يُكذّب الرسول فيما بلّغه عن الله، ويستلزم جحد نبوته.
أمثلة على الكفر بالتكذيب
من الأمثلة على الافتراء على الله كذبًا ما يلي:
- القول بأن الله ليس واحدًا.
- الادعاء بأن الله له ولد أو شريك.
- تحريف كلام الله وتغيير معناه.
ومن الأمثلة على تكذيب الحق لما جاء به ما يلي:
- تكذيب الرسول فيما أخبر به عن الله، مثل إنكار البعث والنشور.
- جحود نبوة الرسول، وإنكار رسالته.
- معاندة الحق والتمسك بالباطل.
عقوبة الكفر بالتكذيب
حذر الله تعالى من عقوبة الكفر بالتكذيب، فقال في الآية الكريمة: اليس في جهنم مثوى للكفرين، وجاء في آيات أخرى أن الكافرين بالتكذيب مصيرهم نار جهنم خالدين فيها.
فالكفر بالتكذيب كبيرة من الكبائر، وهو من أخطر أنواع الكفر، لأنه يُفضي بصاحبه إلى الهلاك في الدنيا والآخرة.
الفرق بين الكفر بالتكذيب والكفر بالجحود
هناك فرق بين الكفر بالتكذيب والكفر بالجحود:
- الكفر بالتكذيب هو جحود الرسول وما جاء به مع العلم بصدق الرسول، أما الكفر بالجحود فهو جحود الرسول وما جاء به مع الجهل بصدق الرسول.
- الكفر بالتكذيب أكبر من الكفر بالجحود، لأن الكفر بالتكذيب ينطوي على الإصرار على الكفر، أما الكفر بالجحود فقد يكون ناشئًا عن جهل أو تقليد.
- عقوبة الكفر بالتكذيب أشد من عقوبة الكفر بالجحود، فالكافر بالتكذيب مصيره نار جهنم خالدًا فيها، أما الكافر بالجحود فقد يُعذره الله لجهله أو تقليده.
موقف أهل السنة والجماعة من الكفر بالتكذيب
يُجمع أهل السنة والجماعة على أن الكفر بالتكذيب هو من أكبر الكبائر وأخطر أنواع الكفر، وهو يستلزم الخلود في نار جهنم.
ويُحذر أهل السنة والجماعة من الوقوع في هذا النوع من الكفر، ويدعون إلى تمسك بالحق واتباع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
الخلاصة
الآية الكريمة: وَمَنْ أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كذب بالحق لما جاءه اليس في جهنم مثوى للكفرين تدل على نوع من أنواع الكفر الأكبر وهو الكفر بالتكذيب، وهو جحود الرسول وما جاء به مع العلم بصدق الرسول، سواء كان ذلك عن طريق الافتراء على الله كذبًا أو تكذيب الحق لما جاء به.
وموقف أهل السنة والجماعة من هذا النوع من الكفر هو التحذير منه وتكفير من وقع فيه، لأنه من أكبر الكبائر وأخطر أنواع الكفر.