ولله ملك السماوات والأرض دليل على توحيد. الإجابة الصحيحة هي : توحيد الربوبية.
الله مالك السماوات والأرض: دليل على التوحيد
يعتبر مفهوم ملكية الله للسماوات والأرض أحد المبادئ الأساسية في العقيدة الإسلامية. يُرسخ هذا المفهوم فكرة التوحيد ويؤكد على السيادة المطلقة لله في الكون. وفي هذا المقال، سنستكشف الأدلة الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية والتي تؤكد على أن ملكية الله للسماوات والأرض تعد دليلاً قاطعاً على التوحيد.
1. ملكية الله مطلقة وشاملة:
يصرح القرآن الكريم مراراً وتكراراً بأن ملكية الله مطلقة وشاملة، موضحاً أنه مالك كل شيء في السماوات والأرض. يقول تعالى: “لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ” (آل عمران: 189). وهذا الملك غير مشترك مع أي أحد، كما أنه لا يزول ولا ينتهي أبداً.
يمتد مفهوم الملكية الإلهية إلى كل شيء، بما في ذلك المخلوقات والجمادات والثروات والأرزاق.
لا وجود لأي مالك حقيقي سوى الله، وكل ملكية بشرية لا تعدو كونها تكليفاً مؤقتاً.
تتجلى ملكية الله المطلقة في قدرته على خلق الأشياء وإ فنائها وتصريف شؤونها كما يشاء.
2. خلق السماوات والأرض دليل على ملكيته:
يعتبر خلق الله للسماوات والأرض دليلاً قاطعاً على ملكيته لهما. يقول تعالى: “أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ” (يونس: 54). فمن خلق شيئاً فهو صاحبه ومالكه.
خلق الله الكون من العدم، مما يدل على قدرته المطلقة.
لا يملك أي مخلوق القدرة على خلق شيء من تلقاء نفسه، مما ينفي عنه ملكية أي شيء.
إن ملكية الله للكون هي حق طبيعي ينبع من كونه الخالق والمبدع.
3. تدبير شؤون الكون:
يقوم الله وحده بتدبير شؤون الكون وإدارتها. يقول تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا” (فاطر: 41). وكل شيء في الكون يخضع لإرادته وقدرته.
يرسل الله الرياح والأمطار وينظم حركة الكواكب والنجوم.
يحفظ الله الكون من الفناء أو الاضطراب، مما يدل على قدرته التامة.
تدبير الله للكون يبرهن على أنه المالك الحقيقي والمسيطر عليه.
4. ملكية السماوات والأرض عند الأنبياء:
أكد الأنبياء والرسل على أن ملكية السماوات والأرض لله وحده. فقد قال إبراهيم عليه السلام: “الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” (الشعراء: 78-80).
كان الأنبياء حماة التوحيد، وشددوا على أهمية الإيمان بملك الله.
اعتبر الأنبياء أن ملكية الله هي الأساس الذي تبنى عليه العقيدة.
ذكر الأنبياء ملكية الله في دعواتهم وتضرعاتهم.
5. البعث والجزاء:
يؤكد مفهوم ملكية السماوات والأرض على حقيقة البعث والجزاء. يقول تعالى: “وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ” (غافر: 56). فالله مالك ملكوت السماوات والأرض، وهو وحده الذي يملك حق محاسبة العباد على أعمالهم.
سيحاسب الله الناس على أفعالهم يوم القيامة.
سيجازي الله الصالحين ويجازي المفسدين حسب أعمالهم.
ملكية الله للكون تؤكد على عدله وحكمته.
6. ملكية الله وحب الدنيا:
إن الإيمان بملكية الله للسماوات والأرض يمنع المسلم من التعلق المفرط بالدنيا. يقول تعالى: “وَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ يَوَدُّونَ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ آثِمٍ عُدْوَانٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ” (القلم: 8-15).
حب الدنيا يعمي القلب ويصرفه عن ذكر الله.
يجب على المؤمن أن يدرك أن الدنيا زائلة وأن الآخرة هي الدار الباقية.
يمنع الإيمان بملك الله المسلم من الاستبداد بالدنيا أو الإعجاب بها.
7. فضل الإيمان بملك الله:
يحقق الإيمان بملكية السماوات والأرض للمسلم فوائد عديدة. فهو يكسب قلبه السكينة والطمأنينة، إذ يدرك أن مالك الملك هو الذي يدبر شؤونه. كما أنه يحفزه على العمل الصالح، إذ يعلم أن ربه يراقبه وسيجازيه على أفعاله.
يعزز الإيمان بملك الله الثقة بالله، ويقوي العزيمة والإرادة.
يشعر المؤمن بالقوة والقدرة، إذ يعلم أن مالك الكون هو نصيره ومعينه.
يمنح الإيمان بملك الله المسلم رؤية واضحة للحياة وللأسباب الحقيقية للسعادة والنجاح.
يعتبر مفهوم ملكية الله للسماوات والأرض ركناً أساسياً في العقيدة الإسلامية. وهو دليل قاطع على التوحيد، ويحمل في طياته الكثير من الدروس والقيم. فعندما ندرك أن الله هو مالك كل شيء، فإننا نكسب الطمأنينة والرضا، ونتحلى بالإخلاص والتقوى. كما أنه يحفزنا على عبادته وحده وعدم الإشراك به أحداً.