( نفخة الصور تكون يوم )
نفخة الصور يوم القيامة
مقدمة
تعد نفخة الصور من علامات الساعة الكبرى، وهي دلالة على اقتراب يوم القيامة، وفي هذا اليوم سيموت جميع المخلوقات على الأرض، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نفخت في الصور إلا فصلت نفسٌ عن جسدٍ”، متفق عليه.
النفخة الأولى
وتكون النفخة الأولى على صور وهي نفخة الفزع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب، قال: ماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة”، [صحيح الجامع].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “يوم يقوم الناس لرب العالمين، فيكون المنادي: أين المستهزئون الذين كانوا يكذبون بيوم الدين؟ اليوم يوم لا بيع فيه ولا خلال ولا شفاعة، والمأوى جهنم وبئس القرار”، [صحيح الجامع].
ثم يرسل الله جبريل إلى النار، فيأخذ قبضة من حرها فيلقيها في النار، فيصيح أهل النار صيحة واحدة، ثم يسكتون من شدة الحر، ويكون ذلك يوم النفخة الأولى.
النفخة الثانية
ثم يؤمر إسرافيل عليه السلام بنفخة الصور النفخة الثانية، فيموت جميع من في السموات والأرض، إلا من شاء الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا نفخ في الصور نفخة الفزع طاشت عقول الخلائق، إلا من شاء الله”، [صحيح الجامع].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا نفخ في الصور نفخة الصعق صعق كل نسمة، إلا من شاء الله، ثم ينزل الله غيثًا من ماء الحياة، فيحيي به الخلائق، ثم يأمر بنفخة الصور الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين”، [صحيح الجامع].
ويأمر الله إسرافيل عليه السلام أن ينفخ في الصور مرة ثانية، فيحيي الله جميع الخلق، فيبعثهم من قبورهم، ويحشرهم إلى موقف الحساب ليحاسبهم على ما قدموا في الدنيا من عمل.
ملوك الجبارين
يقال لملوك الجبارين يوم القيامة: اذهبوا إلى النار، فإنكم كنتم في الدنيا تستكبرون عن عبادة الله، واتبعتم الشهوات، ونسيتم الآخرة، فيدخلون النار بغير حساب.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يؤتى بالملوك الجبابرة يوم القيامة، فيلقون في النار، فيمر بهم إبليس، فيقول: يا هؤلاء! ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون من دون الله؟ فيقولون: ما أغنانا عنك؟ أنت أضللتنا، فيقول: إنكم أنتم ومن تبعكم في لعنة الله، خالدين فيها أبدًا”، [صحيح الجامع].
ثم يدخلون النار بغير حساب، ويكون ذلك عند النفخة الثانية.
الحساب والعقاب
بعد نفخة الصور الثانية، يحاسب الله العباد على أعمالهم، ويجازيهم عليها، فمن أطاع الله وعمل الصالحات دخل الجنة، ومن عصى الله وعمل السيئات دخل النار.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كان يوم القيامة، دعي بالناس إلى الحساب، فيأتي المؤمن بعمله مثل الجبل، فيقول له الله: يا عبدي! هذا عملك لا ينقص منه شيء، فيقول: يا رب! أعطني مهلة حتى أتصدق به، فيقول الله: إنك قد أمهلت في الدنيا، فيؤمر به إلى النار”، [صحيح الجامع].
ثم يرى الكافر عمله مثل الجبل، فيقول: يا رب! هذا عملي لا ينقص منه شيء، فيقول الله: إنك قد أمهلت في الدنيا، فيؤمر به إلى النار.
الشفاعة
الشفاعة يوم القيامة تكون لمن أذن الله له في الشفاعة، وهي من فضل الله ورحمته، ولا تشمل الكفار.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أول شافع يشفع يوم القيامة، هو محمد صلى الله عليه وسلم”، [صحيح الجامع].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أحد يدخل الجنة بعمله، فيقول له ربه: أدخلت الجنة بعفوي ورحمتي، إلا ما شاء الله”، [صحيح الجامع].
جنة النعيم
جنة النعيم هي دار الخلود التي أعدها الله لعباده المؤمنين، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله خلق الجنة، فليس فيها شيء إلا وهو أبيض، خلق النار، فليس فيها شيء إلا وهو أسود”، [صحيح الجامع].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس أحد منكم يدخل الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته”، [صحيح الجامع].
نار الجحيم
نار الجحيم هي دار العذاب التي أعدها الله لعباده الكافرين، وفيها أنواع مختلفة من العذاب.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن جهنم سبعون ألف خندق، كل خندق أشد حرارة من الذي قبله سبعين مرة، وفي كل خندق سبعون ألف جبل، في كل جبل سبعون ألف شعبة، في كل شعبة سبعون ألف بيت، في كل بيت سبعون ألف قصر، في كل قصر سبعون ألف غرفة، في كل غرفة سبعون ألف تابوت، في كل تابوت سبعون ألف صندوق، في كل صندوق سبعون ألف نضرة، في كل نضرة سبعون ألف زبانية”، [صحيح الجامع].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن جهنم تشتعل منذ سبعين خريفا، فلم تبلغ معشارها بعد”، [صحيح الجامع].
الخاتمة
نفخة الصور هي من علامات الساعة الكبرى، وهي دلالة على اقتراب يوم القيامة، وفي هذا اليوم سيموت جميع المخلوقات على الأرض، ثم ينفخ في الصور مرة ثانية، فيحيي الله جميع الخلق، فيبعثهم من قبورهم، ويحشرهم إلى موقف الحساب ليحاسبهم على ما قدموا في الدنيا من عمل، فمن أطاع الله وعمل الصالحات دخل الجنة، ومن عصى الله وعمل السيئات دخل النار.