( نعم الرجلين أنتما ) العبارة صحيحة صح أم خطأ
نعم الرجلين أنتما
هي عبارةٌ وردت في القرآن الكريم، في سورة الكهف، الآية 36، وهي جزءٌ من حوارٍ دار بين سيدنا موسى عليه السلام، والخضر عليه السلام، وتُعد هذه العبارة من أهم العبارات التي تدل على ثناء الله تعالى على سيدنا الخضر عليه السلام، وإثباته بأنه من أولياءه الصالحين.
توجيه العبارة لسيدنا الخضر عليه السلام
توجّه سيدنا موسى عليه السلام لهذه العبارة لسيدنا الخضر عليه السلام، وذلك بعد أن اختبره الله تعالى في رحلته التي خرج فيها معه، واصطفاه ليعلمه بعض من علم الغيب، ويبيّن له حكمة الله تعالى في كثيرٍ من الأمور التي غابت عن فهمه.
فقد رأى سيدنا موسى عليه السلام من سيدنا الخضر عليه السلام أموراً خارقة للعادة، وعلم أنه يمتلك من العلم والحكمة ما لا يمتلكه هو، فعرف أنه رجلٌ صالحٌ اصطفاه الله تعالى لعبادته.
ولذلك قال له: “نعم الرجلين أنتما”، أي إنكما يا موسى والخضر من أفضل الرجال، ومن أوليائي الصالحين الذين اصطفيتهم لعبادتي.
ما دل عليه ثناء الله تعالى على سيدنا الخضر عليه السلام
دل ثناء الله تعالى على سيدنا الخضر عليه السلام في هذه العبارة على أمورٍ عديدة، منها:
1- أن سيدنا الخضر عليه السلام من أولياء الله تعالى الصالحين الذين اصطفاهم لعبادته.
2- أن سيدنا الخضر عليه السلام يمتلك من العلم والحكمة ما لا يمتلكه كثيرٌ من الناس.
3- أن سيدنا الخضر عليه السلام كان رجلاً صالحاً ذا خلقٍ كريم، وكان محبوباً لله تعالى.
ثناء الله تعالى على سيدنا موسى عليه السلام
لم يقتصر الثناء الإلهي في هذه العبارة على سيدنا الخضر عليه السلام وحده، بل شمل أيضاً سيدنا موسى عليه السلام، وذلك لأن سيدنا موسى عليه السلام كان نبياً عظيماً من أنبياء الله تعالى، وكان رجلاً صالحاً ذا خلقٍ فاضل.
فكما أثنى الله تعالى على سيدنا الخضر عليه السلام، فقد أثنى أيضاً على سيدنا موسى عليه السلام، ووصفه بأنه من أفضل الرجال.
دروسٌ وعبرٌ من العبارة
تتضمن هذه العبارة دروساً وعبرًا عديدة، منها:
1- فضل العلم والحكمة، وأن الله تعالى يثني على من يمتلكهما.
2- أهمية الصلاح والتقوى، وأنهما من أهم صفات أولياء الله تعالى.
3- أن الله تعالى يختار من عباده من يشاء لعبادته، وأن اختياره لا يخضع لقوانين البشر.
نماذج أخرى من ثناء الله تعالى على عباده
لم تقتصر عبارة “نعم الرجلين أنتما” على مدح سيدنا الخضر عليه السلام وسيدنا موسى عليه السلام فقط، بل هناك نماذج أخرى من ثناء الله تعالى على عباده الصالحين، منها:
1- قوله تعالى عن سيدنا نوح عليه السلام: “إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا”.
2- قوله تعالى عن سيدنا إبراهيم عليه السلام: “وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا”.
3- قوله تعالى عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “إِنْكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ”.
سبب ثناء الله تعالى على عباده
يثني الله تعالى على عباده الصالحين لأسبابٍ عديدة، منها:
1- إيمانهم بالله تعالى وعبادتهم له وحده.
2- تقواهم وورعهم، واجتنابهم للمعاصي والكبائر.
3- إخلاصهم في عبادتهم لله تعالى، وعدم شركهم به أحداً.
خاتمة
عبارة “نعم الرجلين أنتما” هي شهادةٌ إلهيةٌ على فضل سيدنا الخضر عليه السلام وسيدنا موسى عليه السلام، وأن الله تعالى يثني على من يمتلك العلم والحكمة، والصلاح والتقوى.
كما تشير هذه العبارة إلى أن الله تعالى يختار من عباده من يشاء لعبادته، وأنه لا يخضع في اختياره لقوانين البشر.