حل سؤال من موانع الهداية. الدعاء العلم الشرعي الجهل✅ الإجابة الصحيحة هي : الجهل.
موانع الهداية
عرف العلماء الهداية بأنها توفيق الله تعالى لعبده بعد خلقه ورزقه وهدايته إلى الإسلام.
والهداية نوعان: هداية عامة وهي تيسير الله لعباده أسباب السعادة والفلاح، وهداية خاصة وهي توفيق الله لعبده لقبول الحق والعمل به.
وقد ضرب الله لعباده الأمثال، ونصب لهم الدلائل والحجج والبراهين على وجوده تعالى ووحدانيته وصدق رسله، ووضع في النفوس ما ينزع إليه من الفطرة السليمة، والعقل المستقيم، والشهود القاطع، وإرسال الرسل في جميع العصور والأزمان.
وعلى الرغم من ذلك كله، فقد حرم كثير من الخلق نعمة الهداية، وأعرضوا عن الحق وتنكروا له، وعاندوا الرسل وجحدوا الرسالة، واتبعوا أهواءهم وأضلهم الشيطان.
ولله سبحانه وتعالى حكمة في ذلك وابتلاء للعباد وتمييز الخبيث من الطيب، وبيان قدرته ورحمته وعلوه، في علوه على خلقه ورفعة قدره وشدته وقهره وقدرته التي لا تقاوم، ورحمته بعباده التي لا تتناهى وفضله الذي لا يحصى.
وقد ذكر العلماء جملة من الموانع التي تحول دون اهتداء الكثير من الناس، منها:
1. الجهل والغوغائية:
الجهل يمنع الإنسان من فهم الحقائق ومعرفة الدليل، وهو سبب رئيسي في إعراض الناس عن الحق.
الغوغائية والتبعية العمياء لآراء الجماعات والأشخاص دون تمحيص أو تدقيق، تجعل الإنسان عرضة للانحراف والضلال.
كثرة الانشغال بأمور الدنيا والشهوات واللذائذ، يصرف الإنسان عن التفكير في أمور آخرته ودينه.
2. التعصب والتكبر:
التعصب للرأي والتمسك به دون دليل يمنع الإنسان من قبول الحق، ويصمه بالجمود والتقليد الأعمى.
التكبر وإعجاب الإنسان بنفسه يجعله يستنكر الحق ويرفضه، لأنه يرى فيه انتقاصًا لقيمته أو إبطالاً لآرائه.
عدم مخالفة الجماعة والخوف من لوم الناس، يجعل الإنسان يتبع العادات والتقاليد السائدة ولو كانت باطلة أو فاسدة.
3. اتباع الهوى والشهوات:
اتباع الهوى والشهوات يعمي الإنسان عن رؤية الحق ويصرفه عن سبيل رشد، ويجعله أسيرًا لنزواته ورغباته.
تزيين الشيطان للباطل وإيهامه الإنسان بأنه خير له، يجعله يقع في حبائل الضلال ويظن أنه على حق.
عدم الالتزام بشرع الله وتعاليمه، يجعل الإنسان عرضة للانحراف والوقوع في المحظورات.
4. الكفر والنفاق:
الكفر هو جحود الحق مع العلم به، ويعد من أكبر موانع الهداية لأنه يجعل الإنسان في عداء مع الله ورسله.
النفاق هو إظهار الإيمان وإبطانه الكفر، وهو من أخطر الموانع لأنه يجعل الإنسان كاذبًا ومخادعًا.
الرياء والسمعة، وهما التصرف لغير وجه الله وإظهار العبادة والعمل الصالح للناس وليس لله.
5. الانشغال بأمور الدنيا وترك الآخرة:
الانشغال بأمور الدنيا والحرص عليها يصرف الإنسان عن التفكير في أمور الآخرة ودينه.
حب الثراء والجاه والمناصب يجعل الإنسان عبداً للدنيا وأسيرًا لأهوائه.
قلة الزهد والورع وعدم المبالاة بمصير الإنسان في الآخرة.
6. القسوة القلبية والغفلة:
القسوة القلبية هي جمود القلب وعدم تأثره بالمواعظ والتذكير.
الغفلة هي نسيان الله وحكمه ومصير الإنسان في الآخرة.
عدم التفكر والتدبر في خلق الله ونعمه وآياته يجعل الإنسان غافلاً عن دلائل الحق.
7. معاداة الهداة ودعاتها:
معاداة الهداة ودعاتها من أكبر موانع الهداية، لأنهم يبينون الحق ويدعون إليه.
الاستماع إلى دعاة الضلال والبدع والشكوك، يجعل الإنسان عرضة للانحراف والوقوع في الضلال.
عدم قبول النصح والإرشاد من الآخرين، يجعل الإنسان مغرورًا بنفسه ومعرضًا للخطأ.
8. معاصي القلب كالغرور والحقد والحسد:
معاصي القلب كالغرور والحقد والحسد، وهي مشاعر وأفكار سيئة تؤثر على القلب وتجعله معرضًا للضلال.
الغرور هو حب الإنسان لنفسه وإعجابه بها، ويمنعه من قبول الحق.
الحقد هو بغض الإنسان لأخيه المسلم، ويجعله متعصبًا لرأيه ومعاديًا للحق.
الحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير، وهو من أخطر المعاصي ويجعل الإنسان باغيًا وظالمًا.
ومع كل ما سبق، فإن هداية الله هي فضل منه وعطية لا تنال إلا بصدق الطلب والحرص عليها، والابتعاد عن موانعها، والتضرع إلى الله بالهداية والثبات عليها.
ولقد أرشدنا الله تعالى في كتابه الحكيم إلى أسباب الهداية وطرقها، فمن أهمها:
اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به.
الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن وتدبر معانيه.
مجالسة العلماء والصلحاء وأهل العلم والخير.
الدعاء إلى الله بالهداية والاستقامة.
الصبر على البلاء والشدائد والابتلاءات، فإنها من أسباب الهداية والنصر.