من صور عبادة المشركين للأنبياء عليهم السلام. الإجابة الصحيحة هي : دعائهم من دون الله ✔️ اتباعهما لاقتداء بهم.
عبادة المشركين للأنبياء عليهم السلام
عندما بعث الله الأنبياء إلى أقوامهم لهدايتهم، وجدهم غارقين في الشرك والضلال، يعبدون الأصنام والأوثان، ويعتقدون أنها تقربهم إلى الله، وفي خضم هذا الجهل والضلال، وجد المشركون صورًا مختلفة من العبادة الخاطئة للأنبياء عليهم السلام، والتي حاولوا من خلالها الاستفادة من مكانتهم عند الله، ولكن بطريقة محرفة ومنحرفة عن منهج السماء.
1. عبادة الأنبياء على أنهم آلهة:
لقد بالغ بعض المشركين في تعظيم الأنبياء حتى جعلوهم آلهة يعبدونهم من دون الله، وهذا من أوضح صور الشرك الأكبر، فكانوا يقيمون لهم الهياكل والتماثيل ويذبحون لهم القرابين، معتقدين أنهم قادرون على جلب النفع أو دفع الضر. ولقد ورد ذكر قوم نوح الذين قالوا: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف: 23]، وكانوا يعبدون من دون الله خمسة أصنام باسم خمسة من الصالحين من قوم نوح.
2. عبادة الأنبياء شركاءً لله:
وإلى جانب عبادة الأنبياء كآلهة، فقد جعلهم بعض المشركين شركاء لله، يطلبون منهم الرزق والشفاء والنصر ويذلون لهم، وهذا أيضًا من صور الشرك الأكبر. قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد: 38].
3. عبادة قبور الأنبياء:
لم يقتصر شرك المشركين عند حد عبادة الأنبياء أنفسهم، بل تعداه إلى عبادتهم بعد وفاتهم، فكانوا يبنون على قبورهم المساجد والقباب، ويطوفون بها، ويذبحون عندها القرابين، ويطلبون من الميت الشفاعة عند الله. وهذا أيضًا من صور الشرك الأكبر، وقد قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18].
4. عبادة الأنبياء بالمحبة المفرطة:
لم يقتصر انحراف المشركين عند حد عبادة الأنبياء كآلهة أو شركاء لله أو قبورهم، بل تعداه إلى محبتهم بشكل مبالغ فيه حتى تجاوزت محبة الله ورسوله، وهذا أيضًا من صور الشرك الخفي. قال تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63].
5. عبادة الأنبياء بطاعة ما لم يأمروا به:
وإلى جانب صور العبادة السابقة، فقد كان بعض المشركين يعبدون الأنبياء باتباع ما لم يأمروا به، كاعتقادهم أنهم معصومون عن الخطأ، وهذا أيضًا من صور الشرك الخفي. قال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا قَدْ أَسْلَمْنَا بَلْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم} [الحجرات: 14].
6. عبادة الأنبياء بتحريف دينهم:
ومن أبشع صور العبادة الخاطئة للأنبياء، تحريف دينهم وتغيير تعاليمه، كما فعل اليهود والنصارى، فوضعوا أحكامًا وعبادات من عند أنفسهم، ونسخوا ما جاء به الأنبياء من الله، واتخذوها دينًا لهم، وهذا من أكبر صور الشرك. قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
7. عبادة الأنبياء باتباع ما حرموه:
كذلك من صور الشرك الخفي، عبادة الأنبياء باتباع ما حرموه، كاقتحام الحرم المكي، وقطع الأشجار، وإراقة الدماء، وتناول المحرمات، وهذا نوع من الشرك الخفي، لأنهم بذلك يعبدونهم ويتبعون ما أمروا به ولو كان منكراً. قال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتُفَرِّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153].
لقد حاول المشركون عبادة الأنبياء عليهم السلام بطرق مختلفة ومحرفة، ولكن جميع هذه الصور من العبادة هي شرك وضلال، لأنها تخرج بها عن العبودية الخالصة لله وحده، لا شريك له. وواجب المسلمين اليوم هو تحذير الناس من هذه الصور من الشرك الخفي، والدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.