(من الأسباب المعينة في الدعوة إلى الله) من قصة موسى عليه السلام و هارون
من الأسباب المعينة في الدعوة إلى الله من قصة موسى عليه السلام و هارون
تعتبر قصة موسى وهارون من القصص القرآنية الرائعة التي تحفل بالكثير من الدروس والعبر، ومن أبرز ما يمكن استخلاصه منها بعض الأسباب المعينة على الدعوة إلى الله وإنجاحها.
1. الإيمان بالله ورسالته
كان موسى وهارون كلاهما مؤمنين بالله حق الإيمان، ومتيقنين من صدق رسالته، وهذا الإيمان العميق كان الدافع الرئيسي لهما للدعوة إلى الله.
فكان موسى يردد باستمرار “ربنا إننا آمنا” سواء في دعائه لنفسه أو عند دعوة قومه إلى الإيمان.
كما أن هارون كان معينًا لأخيه موسى في الدعوة، وسانده في كل المواقف الصعبة، وكان خير مؤازر له في إيصال رسالة الله.
2. معرفة الله بأسمائه وصفاته
كان موسى وهارون على دراية تامة بأسماء الله وصفاته، وهذا ما أكده الله في القرآن الكريم في قوله: “ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقًا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين”.
فهذه الرؤية التي طلبها موسى من الله إنما هي معرفته بأسمائه وصفاته وليس رؤيته بعينه، وهذا دليل على معرفته التامة به سبحانه وتعالى.
كما أن هارون كان على دراية تامة بأسماء الله وصفاته، وهذا ما يتضح في قوله “واجعل لي وزيرًا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري”.
3. الصبر والمصابرة
واجه موسى وهارون الكثير من التحديات والصعوبات في دعوتهما، إلا أنهما صبرا وتحملوا كل ذلك في سبيل إعلاء كلمة الله.
فكان موسى يتحمل أذى فرعون وقومه، ويواجه مصاعب متعددة، إلا أنه لم ييأس أو يتراجع عن دعوته.
كما أن هارون كان خير سند وعون لأخيه موسى، وكان صبورًا على أذى قومه، ومتحملًا لكل المصاعب التي واجهته في سبيل إعلاء كلمة الله.
4. الحكمة في الدعوة
كان موسى وهارون حكيمين في دعوتهما، فلم يستخدموا القوة أو العنف، بل اتبعوا أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة.
فكان موسى يواجه فرعون بحجج قوية وأدلة دامغة، ويحاوره بالحكمة والموعظة الحسنة.
كما أن هارون كان حكيمًا في دعوته، وكان يجيد مخاطبة الناس وإقناعهم بالحكمة والموعظة الحسنة.
5. التعاون والتكاتف
كان موسى وهارون يتعاونان ويتكاتفان في دعوتهما، وكان كلاهما يسانده الآخر ويؤازره.
فكان موسى يعتمد على هارون في كثير من الأمور، وكان هارون يقف بجانب أخيه في كل المواقف الصعبة.
فهذا التعاون والتكاتف كان سببًا رئيسيًا في نجاح دعوتهما وإيمان كثير من الناس.
6. الدعاء والتضرع
كان موسى وهارون يدعوان الله كثيرًا ويضرعان إليه بالدعاء، وهذا الدعاء كان من أقوى الأسباب التي ساعدتهما على تحمل الصعوبات وتحقيق النصر.
فكان موسى يدعو الله باستمرار “اللهم ربنا اصرف عنا بأسك الذي نخافه”.
كما أن هارون كان يدعو الله كثيرًا ويطلب منه النصر والتوفيق.
7. نشر الدعوة في الأماكن المختلفة
لم يقتصر موسى وهارون على دعوة قومهما فقط، بل سافرا إلى أماكن مختلفة ودعوا الناس إلى الإيمان بالله.
فقد سافر موسى وهارون إلى مدين ودعوا أهلها إلى الإيمان بالله.
كما أنهما دعوا بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر إلى الإيمان بالله واتباع الشريعة.
خاتمة
إن قصة موسى وهارون تزخر بالكثير من الدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها في مجال الدعوة إلى الله. ومن أهم الأسباب المعينة على الدعوة إلى الله والتي نستخلصها من هذه القصة هي: الإيمان بالله ورسالته، ومعرفة الله بأسمائه وصفاته، والصبر والمصابرة، والحكمة في الدعوة، والتعاون والتكاتف، والدعاء والتضرع، ونشر الدعوة في الأماكن المختلفة.