( تكليفها بواجبات واعمال مناسبة وترفع من مستواها )
تكليفها بواجبات واعمال مناسبة وترفع من مستواها
تلعب المرأة دوراً حيوياً في المجتمع، ولها إسهامات عديدة في مختلف المجالات، لكنها تواجه تحديات وصعوبات تعيق نموها وتقدمها، ومن أهم هذه التحديات تكليفها بواجبات وأعمال غير مناسبة، لا تتوافق مع قدراتها وإمكانياتها، ولا تُسهم في رفع مستواها وتحسين ظروف حياتها.
مفهوم تكليف المرأة بأعمال غير مناسبة
يقصد بتكليف المرأة بأعمال غير مناسبة، الوظائف والمسؤوليات التي تُجبر على القيام بها، ولم يتم اختيارها بناءً على مؤهلاتها ومهاراتها، وقد لا تتوافق مع طبيعتها وقدرتها على القيام بها، مما يؤثر سلباً على أدائها ورضاها عن العمل.
أسباب تكليف المرأة بأعمال غير مناسبة
- العادات والتقاليد المجتمعية التي تحد من مشاركة المرأة في سوق العمل، وتكليفها بالأعمال المنزلية وتربية الأبناء فقط.
- التمييز ضد المرأة في سوق العمل، وعدم منحها فرصاً متكافئة مع الرجل في الترقي والوصول إلى المناصب العليا.
- ضعف التعليم والتدريب المهني لدى بعض النساء، مما يحد من خياراتهن المهنية ويجبرهن على قبول أعمال غير مناسبة.
آثار تكليف المرأة بأعمال غير مناسبة
- إحباط المرأة وتدني تقديرها لذاتها، بسبب عدم شعورها بالتقدير والإنجاز.
- إهدار طاقات وإمكانيات المرأة، وعدم الاستفادة من قدراتها الكامنة في المجالات المناسبة لها.
- تكريس صورة ذهنية سلبية عن المرأة وقدراتها المهنية، مما يساهم في استمرار التمييز ضدها في سوق العمل.
خطوات لمعالجة تكليف المرأة بأعمال غير مناسبة
يتطلب معالجة هذه المشكلة اتخاذ عدة خطوات، منها:
تغيير العادات والتقاليد المجتمعية
- توعية المجتمع بأهمية مشاركة المرأة في سوق العمل، وإسهاماتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- إعداد برامج تثقيفية وتوعوية للرجال والنساء، لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن أدوار المرأة في المجتمع.
- تعديل التشريعات والقوانين التي تحول دون مشاركة المرأة في سوق العمل، أو تحد من تقدمها المهني.
تغيير سياسات سوق العمل
- إلغاء التمييز ضد المرأة في التوظيف والترقي، وإيجاد فرص متكافئة لها مع الرجل.
- وضع معايير واضحة لتعيين الموظفين، بناءً على المؤهلات والمهارات، دون تحيز بسبب الجنس.
- توفير برامج تدريبية وتطويرية للنساء، لرفع مستوياتهن المهنية وتمكينهن من المنافسة في سوق العمل.
تغيير مواقف المرأة
- تشجيع النساء على تطوير قدراتهن ومؤهلاتهن، من خلال التعليم والتدريب المهني المستمر.
- رفع مستوى الوعي الذاتي لدى النساء، وتحديد نقاط القوة والضعف لديهن، لتمكينهن من اختيار المسارات المهنية المناسبة.
- دعم النساء اللاتي يتعرضن للتمييز أو الإجحاف في حياتهن المهنية، وتوفير الإرشاد والتوجيه لهن.
مسؤولية المجتمع والمؤسسات
يتحمل المجتمع والمؤسسات مسؤولية كبيرة في معالجة قضية تكليف المرأة بأعمال غير مناسبة، من خلال:
- دعم برامج التدريب والتطوير المهني للنساء، وتمكينهن من اكتساب المهارات المطلوبة في سوق العمل.
- توفير الحضانة والرعاية لأطفال النساء العاملات، للتخفيف من الأعباء المنزلية عليهن وتشجيع مشاركتهن في العمل.
- تغيير النظرة المجتمعية تجاه المرأة العاملة، وإبراز دورها الإيجابي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
خاتمة
إن تكليف المرأة بأعمال غير مناسبة يحد من نموها وتقدمها، ويساهم في استمرار التمييز ضدها في سوق العمل. ويتطلب معالجة هذه المشكلة اتخاذ خطوات جادة من قبل المجتمع والمؤسسات، لتغيير العادات والتقاليد، ووضع سياسات سوق عمل عادلة، وتغيير مواقف المرأة تجاه حياتها المهنية. وبذلك، يمكن تمكين المرأة من القيام بدورها الكامل في المجتمع، والاستفادة من طاقاتها وإمكانياتها في مختلف المجالات.