(تبادل مازن مع خالد ريالات سعودية بريالات سعودية بنفس المقدار ولكنهما أجلا التقابض وتفرقا قبل أن يتقابضا) الصورة السابقة مثال على ربا النسي
ربا النسيئة
يعتبر ربا النسيئة أحد أنواع الربا المحرمة في الشريعة الإسلامية، وهو يتمثل في تأجيل استلام أحد المتعاقدين للمال الذي له على الطرف الآخر، مقابل زيادة في قيمة هذا المال. يختلف ربا النسيئة عن ربا الفضل، والذي يتمثل في زيادة قيمة المال فور استلامه.
وقد حرم الإسلام ربا النسيئة لما فيه من ظلم للمقترض وإجحاف بحقه، حيث يضطر المقترض إلى دفع مبلغ إضافي مقابل تأجيل استلام ماله، مما يزيد من أعبائه المالية.
حكم ربا النسيئة
نصت الشريعة الإسلامية على تحريم ربا النسيئة في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ومنها قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “كل قرض جر نفعًا فهو ربا”.
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم ربا النسيئة مطلقًا، سواء كان التأجيل قصيرًا أو طويلاً، وسواء كان المقترض محتاجًا إلى المال أم لا.
أنواع ربا النسيئة
ينقسم ربا النسيئة إلى نوعين رئيسيين، هما:
1. ربا النسيئة الجلي
وهو ما يتمثل في الاتفاق بين المتعاقدين بشكل صريح على تأجيل استلام أحد المتعاقدين للمال الذي له على الطرف الآخر، مقابل زيادة في قيمة هذا المال.
2. ربا النسيئة الخفي
وهو ما يتمثل في الاتفاق بين المتعاقدين على بيع سلعة بثمن مؤجل، مع زيادة في قيمة السلعة مقابل التأجيل، دون أن يتم ذكر ذلك صراحة في العقد.
صور ربا النسيئة
تتعدد صور ربا النسيئة، ومنها:
1. تأخير استلام أقساط القروض
إذا اتفق المقترض مع المُقرض على تأخير استلام أحد أقساط القرض، مقابل زيادة في قيمة هذا القسط، فإن هذا يعد ربا نسيئة محرمًا.
2. تأجيل استلام مستحقات العمل
إذا اتفق العامل مع صاحب العمل على تأجيل استلام مستحقاته المالية، مقابل زيادة في قيمة هذه المستحقات، فإن هذا يعد ربا نسيئة محرمًا.
3. بيع السلع بالتقسيط مع زيادة السعر
إذا باع التاجر سلعة بثمن مؤجل، مع زيادة في سعر السلعة مقابل التأجيل، دون أن يتم ذكر ذلك صراحة في العقد، فإن هذا يعد ربا نسيئة محرمًا.
آثار ربا النسيئة
يترتب على ربا النسيئة العديد من الآثار السلبية، ومنها:
1. الظلم والغبن
يؤدي ربا النسيئة إلى ظلم المقترض وإجحاف بحقه، حيث يضطر إلى دفع مبلغ إضافي مقابل تأجيل استلام ماله.
2. زيادة أعباء المقترضين
يزيد ربا النسيئة من أعباء المقترضين المالية، حيث يضطرون إلى دفع مبالغ إضافية مقابل التأجيل، مما قد يؤدي إلى تراكم الديون عليهم.
3. انتشار الفقر والبطالة
يؤدي ربا النسيئة إلى انتشار الفقر والبطالة، حيث يثبط عزيمة المستثمرين عن الاستثمار في المشاريع الإنتاجية.
الخاتمة
إن ربا النسيئة من المحرمات الكبرى في الشريعة الإسلامية، لما فيه من ظلم وإجحاف بحق المقترضين. وقد حرم الإسلام هذا النوع من الربا لما له من آثار سلبية على الأفراد والمجتمع ككل. لذلك، يجب على المسلمين الابتعاد عن ربا النسيئة بكافة صوره، واللجوء إلى البدائل المشروعة لتأجيل الديون أو استلام المستحقات المالية.