( المؤمنون متحابين )
المؤمنون متحابون
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10]، وعن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة”، وقد أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه حينما هاجروا إلى الحبشة هربًا من ظلم قريش، فقال: “إن بأرض الحبشة قومًا مهاجرين، فأتوهم، فإنكم فيهم سالمون حتى يبعث الله لكم فتحًا”، ومما يدل على قوة العلاقة بين الصحابة -رضوان الله عليهم- قول عبد الله بن عمرو بن العاص: “والذي نفسي بيده، لأنا أحب لأصحابي من أهلي وولدي”، وقول حذيفة -رضي الله عنه-: “كن في الدنيا غريبًا أو كغريب، وكن في الناس كأنك عابر سبيل، ولا تكن ممن يرى الدنيا دار قرار، وإنما هي دار ممر وعابر، فتأهب لدار القرار”.
أهمية التحاب بين المؤمنين
والتحاب بين المؤمنين له أهمية كبيرة، فهو سبب لسعادة القلب وراحة النفس وطمأنينة الفؤاد، كما أنه سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا”، وقال أيضًا: “والذي نفسي بيده، لا يدخل الجنة أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، أما من لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه فهو منافق، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار”.
علامات التحاب بين المؤمنين
والتحاب بين المؤمنين له علامات كثيرة، منها: النصيحة الصادقة، وإفشاء السلام، وتقديم الهدايا، ومواساة المنكوبين، وعيادة المرضى، وحضور الجنائز، وإهداء القرآن، والتكافل الاجتماعي، والتعاون على البر والتقوى، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]
طرق زيادة التحاب بين المؤمنين
ومن أسباب زيادة التحاب بين المؤمنين: مجالس الذكر، ففي الحديث القدسي: “وَلَذِكْرِي أَحَبُّ إلَيْهِمْ مِنْ طَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ وَنِسَائِهِمْ”، ومنها الدعاء للمؤمنين، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك: آمين ولك بمثل”، ومنها التراحم والتعاطف، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”، ومنها التناصح والتواصي بالحق والتقوى، ففي الحديث القدسي: “يا عبادي إني قد حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديت، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمت، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوت، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي كلكم محتاج إلا من أغنيته، فاستغنوني أغْنِكُم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إن حسناتكم لا تغني عني شيئًا، وإن سيئاتكم لا تضرني شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد وطلبوا إلي، فأعطيت كل واحد منهم مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أديكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه”.
حكم التحاب بين المؤمنين
التحاب بين المؤمنين واجب شرعي، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10]، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “والمؤمن أخو المؤمن، لا يظلمه ولا يسلمه”، ومن أهم ما يجب على المؤمنين في حق إخوانهم: الرفق بهم وعدم إيذائهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”، ومن لازم التحاب بين المؤمنين صبرهم على بعضهم البعض، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
أسباب التحاب بين المؤمنين
والتحاب بين المؤمنين له أسباب كثيرة، منها: حب الله تعالى، ففي الحديث القدسي: “يا عبادي إنكم لن تنالوا نفعي بتقربكم إلي، ولكن تنالونه بتحابكم فيما بينكم”، ومنها اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته”، ومنها الإيمان بالله واليوم الآخر، ففي الحديث القدسي: “والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”، ومنها تقوى الله، ففي الحديث القدسي: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”، ومنها الإحسان إلى المؤمنين، ففي الحديث القدسي: “المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
آثار التحاب بين المؤمنين
والتحاب بين المؤمنين له آثار كثيرة في الدنيا والآخرة، منها: نزول الرحمة والسكينة على المؤمنين، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”، ومنها نزول الملائكة على المؤمنين، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن للمؤمنين ملائكة يحفون بهم”، ومنها إجابة الدعاء، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجاب