( الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني يكنى بأبي رضي الله عنه )
الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني
مقدمة
عقبة بن عامر الجهني، صحابي جليل من الصحابة الأوائل، عُرف بحسن خلقه وشجاعته في المعارك، أسلم قبل فتح مكة، وشهد مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم غزوات عديدة، وكان قائدًا مغوارًا في فتح بلاد الشام وفارس.
نسبه وحياته المبكرة
هو عقبة بن عامر بن نضلة بن عمرو بن عامر الجهني، وُلد في الجاهلية، ونشأ في بيئة قاسية، وكان من أشراف قومه، عُرف عنه الشجاعة والبسالة في الجاهلية، وكان شاعرًا فصيحًا.
إسلامه
أسلم عقبة بن عامر رضي الله عنه قبل فتح مكة، وكان من السابقين إلى الإسلام، بعد أن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع وفد من قومه، وأعجب بدينه وخلق ودعوته، فأسلم على يديه.
هجرته وحياته في المدينة
هاجر عقبة بن عامر رضي الله عنه إلى المدينة المنورة، وشارك في غزوة بدر، وغزوة أحد، وكان له دور بارز في معركة الخندق، وبرزت شجاعته وقوة إيمانه في العديد من المعارك التي خاضها.
قيادته في الجيوش الإسلامية
كان عقبة بن عامر رضي الله عنه من القادة المميزين في الجيوش الإسلامية، وشهد فتح بلاد الشام تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح، كما شارك في فتح العراق وبلاد فارس، وكان له دور بارز في معارك القادسية ونهاوند.
ولاية الكوفة
تولى عقبة بن عامر رضي الله عنه ولاية الكوفة في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وعمل على توفير الأمن والاستقرار للولاية، ونشر العدل بين الناس، وعُرف بحكمته وسياسة.
وفاته
توفي عقبة بن عامر رضي الله عنه في الكوفة سنة 58 هـ، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، ودُفن في مقابر الكوفة، ورثاه الشعراء والعلماء، وأثنى على شجاعته وفضائله.
الصفات الخلقية
كان عقبة بن عامر رضي الله عنه معروفًا بحسن خلقه وتقواه، وكان كريمًا سخيًا، شجاعًا مقدامًا، حسن السياسة والقيادة، متواضعًا لا يتكبر على أحد، وكان زاهدًا في الدنيا.
الصفات الجهادية
كان عقبة بن عامر رضي الله عنه من أشد المجاهدين في سبيل الله، وشهد العديد من المعارك، وكان دائمًا في الصفوف الأمامية، لا يخشى الموت في سبيل الله، وكان يقاتل بسيفه ورمحه حتى ينصر الله عباده المؤمنين.
مواقفه البطولية
اشتهر عقبة بن عامر رضي الله عنه بالعديد من المواقف البطولية في المعارك، ففي معركة القادسية، قاتل بشجاعة نادرة حتى أصيب في ساقه، ومع ذلك لم يتوقف عن القتال، بل استمر في قيادة جيشه حتى انتصر المسلمون.
إنجازاته في ولاية الكوفة
عمل عقبة بن عامر رضي الله عنه على إعمار الكوفة وتنظيم شؤونها، وأسس العديد من المساجد والمدارس، وعمل على نشر العلم والمعرفة بين الناس، وكان عادلاً في حكمه، لا يظلم أحدًا ولا يأخذ رشوة.
مكانته في الإسلام
كان عقبة بن عامر رضي الله عنه من الصحابة الأجلاء الذين لهم مكانة كبيرة في الإسلام، وامتدح الرسول صلى الله عليه وسلم شجاعته وإخلاصه، وقال عنه “عقبة بن عامر من رهط عادوا الله قبل الإسلام”.
الخاتمة
كان عقبة بن عامر الجهني صحابيًا جليلًا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشتهر بشجاعته وإخلاصه في الجهاد، وقادته إلى العديد من الانتصارات العظيمة، وكان واليًا عادلاً على الكوفة، وتوفي مقتولًا غدرًا على يد الخوارج في الكوفة