البكاء أثناء قراءة القرآن دليل على. الإجابة الصحيحة هي : التدبر، والخشوع.
ال بكاء أثناء قراءة القرآن دليل على…
إن القرآن الكريم هو كتاب الله المُنزّل على نبيّه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو كلام الله المنزل إلى عباده، وهو معجزة نبوته وأعظمها، وهو من عند الله العزيز الحكيم، وفيه شفاءٌ للقلوب وجلاءٌ للبصائر، وقد أمر الله تعالى عباده بتدبر آياته والتفكُّر فيها، وأخبر أن مَنْ تلا القرآن واكتسب هداه ونوره، أدركه من الله لطف ورحمة، فمن قرأه ووعاه وعمل به كان له شفيعًا يوم القيامة، وهو نور المؤمن في الدنيا والآخرة. ومن عظيم فضل القرآن على أهله أن الله تعالى يجعل من يتلوه ويدبره ويتعاهده من أهل طاعته ورحمته ومغفرته، ومن حفظة كتابه وأوليائه.
وبما أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، فقد جعل الله تعالى فيه من الآيات والذكر والحِكَم والمواعظ والعِبر ما يوجِب خشوع القلب وذرفت الدمع، فالبكاء من خشية الله تعالى من أعظم العبادات وأحبها إليه، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على البكاء من خشية الله تعالى، فقال: “طوبى لمن بكى من خشية الله”.
1. البكاء دليل على خشية الله تعالى
إن البكاء من خشية الله تعالى دليلٌ على خشية الله تعالى، وخوفه من عقابه، وحبه له، ورغبته في رضاه، فإذا بكى العبد من خشية الله تعالى، فإنما يبكي من خوفه من عقابه، ومن محبته له، ومن رغبته في رضاه، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ [البينة: 7-8].
2. البكاء دليل على محبة الله تعالى
إن البكاء من خشية الله تعالى دليلٌ على محبة الله تعالى، فإن المحب يغار على محبوبه، ويخاف عليه، ويحرص على رضاه، فإذا بكى العبد من خشية الله تعالى، فإنما يبكي من خوفه عليه، ومن محبته له، ومن رغبته في رضاه، وقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: 165].
3. البكاء دليل على الرجاء في الله تعالى
إن البكاء من خشية الله تعالى دليلٌ على الرجاء في الله تعالى، فإن الراجي يخاف من فوت ما يرجوه، ويحرص على نيله، فإذا بكى العبد من خشية الله تعالى، فإنما يبكي من خوفه من فوات ثوابه، ومن حرصه على نيله، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُونَ رَبِّهِمْ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [المؤمنون: 61].
4. البكاء دليل على الإحساس بالتقصير
إن البكاء من خشية الله تعالى دليلٌ على الإحساس بالتقصير، فإن المحس بالتقصير يخاف من عقابه، ويحرص على إرضائه، فإذا بكى العبد من خشية الله تعالى، فإنما يبكي من خوفه من عقابه، ومن حرصه على إرضائه، وقد قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [التغابن: 18].
5. البكاء دليل على الرقة والرحمة
إن البكاء من خشية الله تعالى دليلٌ على الرقة والرحمة، فإن الرقيق الرحيم يخاف على غيره، ويحرص على نفعهم، فإذا بكى العبد من خشية الله تعالى، فإنما يبكي من خوفه على غيره، ومن حرصه على نفعهم، وقد قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ [المائدة: 83].
6. البكاء دليل على الطهارة والتقوى
إن البكاء من خشية الله تعالى دليلٌ على الطهارة والتقوى، فإن الطاهر المتقي يخاف من الله تعالى، ويراقبه في سره وعلانيته، فإذا بكى العبد من خشية الله تعالى، فإنما يبكي من خوفه من الله تعالى، ومن مراقبته له في سره وعلانيته، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَدَّى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28].
7. البكاء دليل على الاستقامة والبشرى
إن البكاء من خشية الله تعالى دليلٌ على الاستقامة والبشرى، فإن المستقيم المبشر يبكي من خشية الله تعالى، ويخاف من عقابه، ويرجو ثوابه، فإذا بكى العبد من خشية الله تعالى، فإنما يبكي من خوفه من عقابه، ومن رجائه