( إصابة البدن بالبول يعد من النجاسة وعدم التحرز منه من كبائر الذنوب َ صح أم خطأ )
إصابة البدن بالبول: نجاسة أم ذنب كبير؟
مقدمة:
يعتبر البول من النجاسات في الشريعة الإسلامية، وقد وردت أحكام كثيرة في كيفية التعامل معه وتطهير ما أصابه. وقد اختلف العلماء في حكم إصابة البدن بالبول، هل يعتبر نجاسة فقط أم ذنباً كبيراً؟ وفي هذه المقالة، سنتناول هذا الموضوع بالتفصيل، مستعرضين الأدلة الشرعية وآراء العلماء المختلفة.
أدلة نجاسة البول:
1. الأدلة من القرآن الكريم:
وردت في القرآن الكريم عدة آيات تدل على نجاسة البول، ومن ذلك قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة: 28]، وقد فسّر العلماء كلمة “نجس” هنا بأنها تشمل جميع النجاسات، ومنها البول.
2. الأدلة من السنة النبوية:
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “البول نجس”، كما ورد عنه أيضاً أنه قال: “لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل منه”. وهذه الأحاديث تدل بشكل واضح على نجاسة البول.
3. الأدلة من الإجماع:
اتفق العلماء بالإجماع على أن البول نجس، ولم يخالف في ذلك أحد من المسلمين. وهذا الإجماع يعد دليلاً قوياً على صحة هذا الحكم.
حكم إصابة البدن بالبول:
1. نجاسة البول:
بناءً على ما سبق، فإن إصابة البدن بالبول تعتبر نجاسة، ويجب على المسلم أن يتطهّر منها بغسلها بالماء.
2. عدم التحرز من البول:
أما بالنسبة لعدم التحرز من البول، فلم يرد دليل شرعي واضح على أنه من كبائر الذنوب. إلا أن بعض العلماء قد ذهبوا إلى أنه مكروه أو محرّم، وذلك لما فيه من إضرار بالبدن والأذى للآخرين.
آثار نجاسة البول على العبادات:
مما تجدر الإشارة إليه أن نجاسة البول تؤثر على صحة بعض العبادات، ومن ذلك:
1. الصلاة:
لا تصح الصلاة إلا إذا كان البدن طاهراً من النجاسات، ومنها البول. لذلك، يجب على المسلم أن يتوضأ أو يغتسل قبل الصلاة إذا أصاب بدنه البول.
2. الطواف:
يجب على الطائف أن يكون طاهراً من النجاسات قبل بدء الطواف، وإذا أصاب بدنه البول أثناء الطواف، فعليه أن ينقطع ويغتسل ثم يعيد الطواف من جديد.
كيفية تطهير ما أصابته نجاسة البول:
لتطهير ما أصابته نجاسة البول، يجب اتباع الخطوات التالية:
1. إزالة النجاسة:
يجب إزالة نجاسة البول من البدن أو الثوب أو المكان الذي أصابه.
2. غسل المكان المصاب:
يغسل المكان المصاب بالماء، ويستحب أن يضاف إليه قليل من المطهرات، مثل الصابون أو نحو ذلك.
3. التنشيف:
بعد غسل المكان المصاب، ينبغي تنشيفه جيداً حتى لا تبقى عليه أي رطوبة قد تؤدي إلى انتقال النجاسة.
الخلاصة:
البول نجس يجب التطهّر منه بغسله بالماء.
عدم التحرز من البول مكروه أو محرّم، لكنه لا يعد من كبائر الذنوب.
نجاسة البول تؤثر على صحة بعض العبادات، مثل الصلاة والطواف.
يجب اتباع الخطوات الصحيحة لتطهير ما أصابته نجاسة البول.