……………….. إحياء الله الموتى وإخراجهم من قبورهم للحساب والجزاء تعريف لــ
إحياء الله الموتى وإخراجهم من قبورهم للحساب والجزاء
الإحياء هو إعادة الحياة إلى الموتى، وهو من صفات الله تعالى التي لا يشاركه فيها أحد، وهو حق لا ريب فيه، وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة على وقوع الإحياء، وأنه حق لا محيد عنه.
أنواع الإحياء
ذكر العلماء للإحياء ثلاثة أنواع:
- إحياء خلق الحياة: وهو خلق الحياة من العدم كما خلق سبحانه وتعالى آدم عليه السلام وأولاده.
- إحياء إعادة الحياة: وهو إعادة الحياة إلى من مات بعد أن فارقته، وذلك كإحياء الخضر عليه السلام.
- إحياء الموتى للحساب والجزاء: وهو إحياء الله للموتى في يوم القيامة للحساب والجزاء.
إحياء الموتى للحساب والجزاء
يقصد به إحياء الله للموتى في يوم القيامة بعد أن يبعث الصور فيهم، حيث يرجعون إلى الحياة كما كانوا في الدنيا، وذلك للحساب والجزاء، وقد وصف الله تعالى هذا الإحياء في كتابه بقوله: “ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفًا فيذرها قاعًا صفصفًا لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا يومئذ يتبعون الداعي لا عوج لهم أصواتهم خاضعة للرحمن فلا تسمع إلا همسًا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم” (طه: 105-109).
أدلة الإحياء
تواترت الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على وقوع الإحياء، ومن ذلك:
- قوله تعالى: “فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة يومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يومئذ واهية وهم يومئذ موقوفون“ (الحاقة: 13-18).
- حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يأتي يوم القيامة ينفخ في الصور فيبعث الله الموتى ويحشرهم ويجمعهم، ثم ينصب الصراط على متن جهنم”.
- إجماع الأمة: اتفق أهل السنة والجماعة على وقوع الإحياء في يوم القيامة للحساب والجزاء.
حكمة الإحياء
لإحياء الله للموتى الحكمة البالغة، ومن ذلك:
- إثبات قدرة الله تعالى على كل شيء.
- إقامة الحجة على العباد وبيان عدله.
- حصول الحساب والجزاء والفصل بين الخلق.
كيفية الإحياء
اختلف العلماء في كيفية الإحياء وكيفيته:
- قول الجمهور: أن الله تعالى يحيي الموتى بإعادة أرواحهم إليها.
- قول المعتزلة: أن الله تعالى يخلق أرواحًا جديدة لأجساد الموتى.
- قول الإمام الرازي: أن الله تعالى يحيي الموتى بنفس الأرواح التي فارقت أجسادهم في الدنيا.
أحوال الموتى بعد الإحياء
بعد أن يحيي الله الموتى ويعيد الحياة إليهم، فإنهم سيحشرون إلى موقف الحساب، حيث يقفون بين يدي الله تعالى ويحاسب على ما قدموا في الدنيا.
حشر الخلائق
يُحشر الخلق يوم القيامة إلى موقف الحساب، حيث ينقسمون إلى فريقين:
- فريق المؤمنين: يحشرون إلى الجنة.
- فريق الكافرين: يحشرون إلى النار.
الحساب والجزاء
بعد أن يحشر الخلق إلى موقف الحساب، فإنهم سيُحاسَبون على أعمالهم في الدنيا، حيث سيُعطى كل إنسان كتابًا بأعماله، فيه كل ما فعله من خير وشر.
ختام
إن الإحياء من الأمور الغيبية التي لا يعلم علمها إلا الله تعالى، وهو حق لا ريب فيه، وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على وقوعه، ولإحياء الله الموتى الحكمة البالغة، حيث يثبت قدرته تعالى على كل شيء، ويقيم الحجة على العباد ويبين عدله، ويحصل الحساب والجزاء والفصل بين الخلق.