(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

وإنك لعلى خلق عظيم

(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ
(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

مقدمة

ذكر الله تعالى في سورة القلم آية عظيمة مدح فيها نبيه الكريم حيث قال: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ، وهذه الآية تدل على الدرجة العظيمة التي بلغها النبي صلى الله عليه وسلم في العلياء، فهو القدوة والمثل الأعلى لكل مسلم ومسلمة حتى تقوم الساعة.

(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

الصدق والأمانة

كان النبي صلى الله عليه وسلم معروفًا بصدقه وأمانته حتى قبل نبوته، فلُقِّب بالصادق الأمين، فلم يكذب قط، وكان الناس يثقون به ويصدقونه.

– قبل نبوته، كان يتاجر للخديجة بنت خويلد، فكانت ترضى تجارته وتثق بأمانته.
– عندما وقعت حادثة الحجر الأسود، وكان كل قبيلة تريد وضعه في مكانها، اتفقوا على أن أول من يدخل من باب الصفا هو من يحكم بينهم، فكان النبي أول داخل، فحكم بينهم بالعدل.
– أثناء الهجرة، وضع أماناته عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وحفظتها حتى عاد إليها.

الكرم والجود

كان النبي صلى الله عليه وسلم كريمًا معطاءً، لا يبخل على أحد، فكان يعطي حتى لا يملك شيئًا، وكان لا يرى عنده أهله شيئًا يحتاجه الناس إلا أعطاهم إياه.
(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

– كان كثيرًا ما يطعم الناس ويقري ضيفه ويحسن إلى الجار، وقد كان في بيته ضيف يقيم عنده مدة من الزمن.
– كان في رمضان يعتكف في المسجد، وكان يأتيه الناس بالسحور، وما فضل من السحور كان يوزعه على الفقراء والمساكين.
– وكان يعطي عطاياه بخفاء، كما فعل مع رجل فقير أعطاه وحثه على ألا يسأل الناس.

التواضع والحلم

كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس تواضعًا وحلمًا، فلم يكن يتكبر على أحد، وكان يعفو عمن ظلمه.

– كان يجالس الفقراء والمساكين، ويأكل معهم، ويمازحهم دون تكبر أو غرور.
(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية
– كان يعطي الناس من قوته القليل والكثير، ويتواضع لهم في ذلك.
– كان إذا رآه الناس يظنونه أنه عبد، وكان لا يمنع أحدًا من مصاحبته.

الرحمة والشفقة

كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيمًا بالناس جميعًا، حتى الحيوانات، فكان يتأثر لحال الضعفاء والمساكين، وكان يطعم الطير والقطط.

– كان يوصي بالرفق بالحيوانات، وحث على ألا يحمل عليها فوق طاقتها.
– كان يتألم لحال الفقراء والمساكين، ويقول: “من رآني في ضيق ولم ينفس عني فليس مني”.
– كان يبكي عند رؤية أيتام أو مساكين، ويطعمهم ويوصي بهم.

الشجاعة والإقدام

كان النبي صلى الله عليه وسلم شجاعًا مقدامًا، لا يخشى في الله لومة لائم، فقد خاض العديد من المعارك وقاتل في سبيل الله.

– في معركة أحد، ثبت في وجه المشركين ولم يتراجع، وشجَّع أصحابه على القتال.
– وفي غزوة الخندق، وقف أمام المشركين ولم يخش من كثرة عددهم.
– كان يواجه المشركين بالحق ولا يخشى تهديداتهم، ويقول: “والذي نفسي بيده، لا نزال نقاتل على هذا الأمر حتى يظهره الله أو نموت”.

العفة والطهارة

كان النبي صلى الله عليه وسلم عفيفًا طاهرًا، ينزه نفسه عن الشبهات، ويحرص على العيش الحلال.

– كان حريصًا على غض البصر عن الحرام، وكان يقول: “يا علي، لا تتبع النظرة النظرة، فإن الأولى لك والثانية عليك”.
– كان يضبط نفسه عن الشهوات، ويقول: “إن لي شيطانًا يأتيني”.
– كان لا يحل لنفسه ما يحرم على غيره، وكان يقول: “يا أبا ذر، إنك امرؤ ضعيف، وإن هذا المال فتنة، فاتق الله في مالك، واتق الله فيما تحل منه وفيما تحرم”.
(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

الحياء والخجل

كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء والخجل، فكان لا يحب أن يرى عورته أحد، وكان لا يذكر النساء بسوء.
(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

– كان يغطي رأسه عند الاستحمام، ويقول: “إني أستحي من ربي”.
– كان يتحاشى ذكر النساء وأعضاء الجسد، وكان يعف عن ذلك.
– كان لا يحب أن يمدح في وجهه، وكان إذا مدح يعرق ويقول: “دعوني ولا تطبقوني كما أطبقت الأمم على أنبيائها”.

خاتمة

إن خلق النبي صلى الله عليه وسلم العظيم يدل على عظم مكانته عند الله تعالى، فهو القدوة والمثل الأعلى للمسلمين أجمعين، وقد جاءت آية وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ لتصف خلقه العظيم الذي جمع كل الفضائل والمحامد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *