من لايشكر الناس لايشكر الله. الإجابة الصحيحة هي : نعم.
من لا يشكر الناس لا يشكر الله
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن من أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم هي شكر النعمة، وحمد الله عليها، ويشمل هذا الشكر شكر الناس الذين كان لهم يد في هذه النعمة، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.
وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل هذه الحكمة النبوية الشريفة، ونبين أهميتها، وكيفية شكر الناس، وآثار شكرهم علينا.
شكر النعمة وأهميته:
يشمل شكر النعمة على إدراكها والاعتراف بها، والتعبير عن الامتنان لمن كان له دور في وجودها، ويعد هذا الشكر من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ومن أسباب زيادة النعم ودوامها.
كما أن شكر النعمة يجعل الإنسان في حالة دائمة من الرضا والقناعة بما لديه، ويحمي قلبه من الحسد والحقد على الآخرين، ويجعله ينظر إلى الحياة بنظرة إيجابية مليئة بالأمل والتفاؤل.
شكر الناس وفضله:
من شكر الناس شكر الله، وقد جعل الله شكر الناس أحد أسباب دخول الجنة، كما قال تعالى: “ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون”، فمن كان يشكر الناس على معروفهم، فهو غالباً ما يكون ذا قلب طيب، ومحبوب من الناس، ومقرب من الله سبحانه وتعالى.
ولا يقتصر شكر الناس على من أسدى إلينا معروفاً كبيراً، بل يجب أن نشكر كل من قدم لنا خدمة أو معاملة طيبة، حتى وإن كانت صغيرة، فكل معروف يستحق الشكر والثناء.
آثار شكر الناس علينا:
لشكر الناس آثار إيجابية كثيرة علينا، منها:
– تقوية العلاقات الاجتماعية: فالشكر يقرب القلوب، ويقوي أواصر المحبة، ويدفع الآخرين إلى التعامل معنا بكل لطف واحترام.
– زيادة الثقة بالنفس: فالإنسان الذي يقدر معروف الناس، ويثني عليهم، يشعر بقيمته، ويزداد ثقته بنفسه وبقدرته على التعامل مع الآخرين.
– التوفيق والبركة في الرزق: فمن شكر الناس شكر الله، ومن شكر الله زاد في نعمه، وكثر رزقه، وأحسن حاله.
سبل شكر الناس:
هناك طرق عديدة لشكر الناس، منها:
– التعبير اللفظي: وذلك بالإكثار من كلمات الشكر والتقدير والثناء، وإظهار الامتنان والتقدير لمن أسدوا إلينا معروفاً.
– الفعل العملي: وذلك بمقابلة الإحسان بالإحسان، ومساعدة من ساعدنا، وإكرام من أكرمنا.
– الدعاء لهم بالخير: فالدعاء من أفضل طرق شكر الناس، وهو نافع لهم في الدنيا والآخرة.
شكر الوالدين واجب:
الوالدان هما أعظم الناس حقاً علينا، ويستحقان الشكر بشكل خاص، فقد جعلهما الله سبباً في وجودنا في هذه الحياة، وواجبنا تجاههم هو تقديم كل ما نستطيع من الرعاية والاهتمام، وحسن معاملتهم، والبر بهما، والإكثار من الدعاء لهما.
شكر المعلمين والمربين:
المعلمون والمربون لهم فضل كبير علينا، فهم ينيرون عقولنا، ويرشدوننا إلى الطريق الصحيح، ويعد شكرهم من أهم واجباتنا، وذلك بالإكثار من دعائهم، واحترامهم، وإتباع نصائحهم.
شكر الأصدقاء والأقارب:
الأصدقاء والأقارب هم سندنا في الحياة، وهم سبب سعادتنا وفرحتنا، لذا يجب شكرهم على محبتهم ودعمهم، وذلك من خلال الاهتمام بهم، وحضور المناسبات الخاصة بهم، وإكرامهم بما نستطيع.
شكر زملاء العمل:
زملاء العمل هم إخواننا في الله، ولهم فضل علينا في مساعدتنا على أداء واجباتنا، وتحمل أعباء العمل، لذا يجب شكرهم على جهودهم وتعاونهم، وذلك من خلال التقدير اللفظي، أو الفعل العملي، أو الدعاء لهم.
شكر الأعداء:
حتى أعداؤنا لهم فضل علينا، فهم سبب في نمو شخصيتنا، وزيادة صبرنا وقوتنا، لذا يجب شكرهم على هذا، وذلك بالدعاء لهم بالهداية، والمسامحة، وحسن التعامل معهم.
اعتراف الإسلام بفضل الغير:
لقد اعترف الإسلام بفضل الغير، وحث على شكره، وذلك في مواضع عديدة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن ذلك:
– قال تعالى: “وإن عدتم عدتم وما نقمنا عليكم”، فهذا دليل على أن الله تعالى يشكر العدو على حسن معاملته، أو عدوله عن غيه.
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يشكر الله من لا يشكر الناس”، فهذا دليل على أهمية شكر الناس، وأن من لا يشكرهم لا يشكر الله.
إن شكر الناس من أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وهو سبب في زيادة النعم وديمومتها، وتقوية العلاقات الاجتماعية، وزيادة الثقة بالنفس، والتوفيق في الحياة.
فلتكن عادتنا أن نشكر الناس على معروفهم، ولنكن ممن يشكرون كثيراً، حتى ينزل علينا بركات الله وفضله، ويدخلنا جنته بمنه وكرمه.