( الإيمان بأن الله سميع بصير على كل شيء قدير هذا من توحيد )
الإيمان بالله سميع بصير على كل شيء قدير: ركن أساسي من أركان التوحيد
مقدمة
إن الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبصفاته من أهم أركان الدين الإسلامي، ومن أهم صفات الله عز وجل أنه سميع بصير على كل شيء قدير، وهذا الإيمان يترتب عليه الكثير من الأحكام الشرعية، ولذا فإن هذا المقال سيوضح هذه الصفة العظيمة لله تعالى ومدلولاتها وآثارها.
1. معنى صفة السميع
السميع هو الذي يسمع كل الأصوات ويستمع لكل الكلمات، سواء كانت مسموعة أو غير مسموعة، عامة أو خاصة، عالية أو خافتة، ولا يخفى عليه شيء من ذلك، فهو يسمع أصوات العباد ودعواتهم وأدعيتهم، كما يسمع أصوات الحيوانات والطيور، وكذلك أصوات الأشياء التي لا حياة فيها.
أولاً: أدلة السمع
– قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (البقرة: 137)
– قال تعالى: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (الشورى: 11)
– وقال عز وجل: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (الحديد: 3)
ثانياً: آثار السمع
– يجب على المؤمن أن يتقي الله في أقواله وأفعاله، لأن الله سميع يسمع كل ما يقوله ويفعله.
– ينبغي على المؤمن أن يحرص على ذكر الله تعالى ودعائه في كل وقت، لأن الله سميع يسمع دعاءه.
– يطمئن المؤمن بأن الله مطلع على أحواله، وأنه يسمع شكواه، فلا ييأس من رحمته.
2. معنى صفة البصير
البصير هو الذي يرى كل شيء ويشاهده، سواء كان ظاهراً أو باطناً، قريباً أو بعيداً، صغيراً أو كبيراً، ولا يخفى عليه شيء من ذلك، فهو يرى أعمال العباد وحركاتهم وسكناتهم، كما يرى ما في قلوبهم ونياتهم، وكذلك يرى ما في السماوات والأرض.
أولاً: أدلة البصر
– قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (البقرة: 137)
– قال تعالى: ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (الشورى: 11)
– وقال عز وجل: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (الحديد: 3)
ثانياً: آثار البصر
– يجب على المؤمن أن يتقي الله في أقواله وأفعاله، لأن الله بصير يرى كل ما يقوله ويفعله.
– ينبغي على المؤمن أن يحرص على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته، لأن الله بصير يرى كل أعماله.
– يطمئن المؤمن بأن الله مطلع على أحواله، وأنه يرى ما يعانيه من هموم ومشاكل، فلا يقنط من رحمته.
3. معنى صفة القادر على كل شيء
القادر هو الذي يملك القدرة الكاملة على فعل أي شيء لا يتعارض مع ذاته وصفاته، وهو قادر على خلق الأشياء وإيجادها وإعدامها وفنائها، وقادر على تغييرها وتبديلها، وقادر على إحياء الموتى وإماتة الأحياء، وقادر على كل ما لا يتعارض مع ذاته وصفاته.
أولاً: أدلة القدرة
– قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة: 20)
– قال تعالى: ﴿وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (المائدة: 120)
– وقال عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا﴾ (الأحزاب: 27)
ثانياً: آثار القدرة
– يطمئن المؤمن بقضاء الله وقدره، لأنه يعلم أن الله قادر على كل شيء.
– يحث المؤمن على الاجتهاد والسعي في طلب الرزق، لأنه يعلم أن الله هو الرزاق المانح.
– ييأس المؤمن من حول غير الله وقوته، لأنه يعلم أن الله هو الناصر القادر على نصرته.
4. الإيمان بالقدرية وآثارها
القدرية هي مذهب فكري ينكر قدرة الله على كل شيء، ويقول إن الإنسان هو الخالق لأفعاله ومصيره، وهذا المذهب فاسد مخالف لشريعة الله تعالى، لأن الله هو وحده الخالق لكل شيء، وهو وحده القادر على كل شيء.
أولاً: أضرار القول بالقدرية
– يؤدي إلى الكفر بالله تعالى وبصفاته.
– يجعل الإنسان مغترًا بنفسه وبقدراته.
– يحول بين الإنسان وبين الإيمان بقدر الله وقضائه.
ثانياً: فوائد الإيمان بالقدرية
– يثبت التوحيد لله تعالى ويجعله وحده المستحق للعبادة.
– ينزه الله تعالى عن الظلم، ويؤكد أنه عادل في أفعاله.
– يجعل المؤمن راضياً بقضاء الله وقدره، لأنه يعلم أنه من الله تعالى.
5. الإيمان بالله سميع بصير على كل شيء قدير يمنع الكفر بالقدر
الكفر بالقدر هو إنكار علم الله تعالى بالغيبيات وقدرته على كل شيء، ويؤدي هذا الكفر إلى التشكيك في أفعال الله وعدله، وهذا الكفر يؤدي إلى الخروج من دين الإسلام.
أولاً: أسباب الكفر بالقدر
– الجهل بالله تعالى وبصفاته.
– التأثر بالفلسفات المادية التي تنكر الغيبيات.
– اتباع الهوى والشهوات التي تصرف الإنسان عن الإيمان بالحق.
ثانياً: آثار الكفر بالقدر
– الخروج من دين الإسلام.
– الوقوع في الضلال والزيغ.
– الحرمان من رحمة الله تعالى.
6. الإيمان بالله سميع بصير على كل شيء قدير يوجب محبته وخشيته
محبة الله تعالى هي من أعظم العبادات، وهي واجبة على كل مسلم، والإيمان بصفات الله تعالى كصفة السميع والبصير والقادر يوجب محبته خشية منه، لأن العبد إذا علم أن الله سميع يسمع أقواله ويعرف أحواله وأنه بصير يرى أفعاله وأن الله قادر على كل شيء قادر على نصرته وعقابه، فإنه سيحبه وسيخشاه.
أولاً: مناجاة المحبة
– يا الله، أحبك يا سميع، أستغفرك يا بصير، أسألك بنعمتك يا قادر.
– يا الله، أشهد أنك سميع بصير على كل شيء قدير، أسألك أن تحببني إليك.
– يا الله، أريد أن أحبك كما تحبني، وأخشاك كما تخشاني، وأذكرك كما تذكرني.
ثانياً: آثار المحبة والخشية
– طاعة الله تعالى واجتناب معصيته.
– الإحسان إلى عباد الله والرحمة بهم.
– الرضا بقضاء الله وقدره.
7. الإيمان بالله سميع بصير على كل شيء قدير يوجب التوحيد لله تعالى
وحده توحيد الله تعالى هو أساس الدين الإسلامي، والإيمان بصفات الله تعالى كصفة السميع والبصير والقادر يوجب توحيده، لأن العبد إذا علم أن الله سميع يسمع أقواله ويعرف أحواله وأنه بصير يرى أفعاله وأنه قادر على كل شيء قادر على نصرته وعقابه، فإنه لن يعبد غيره ولن يتوكل على غيره.
أولاً: مناجاة التوحيد
– يا الله، أنت وحدك سميع بصير على كل شيء قدير، لا إله إلا أنت.
– يا الله، أشهد أنك واحد أحد، ليس لك شريك ولا ند.
– يا الله، أدعوك أن تجعلني موحدًا لك حتى ألقاك وأنت عني راض.